|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإيمان الثالوثي والكتاب المقدس القمص تادرس يعقوب ملطي أشير للثالوث القدوس عند عماد السيد المسيح (يو1: 27-33)، كما يتحقق عمادنا باسم الثالوث (مت 28: 19)، ويعددهم الرسول بولس في البركة الرسولية (2 كو 13: 13). وفي العهد القديم نجد الله يسبح بثلاثة تقديسات (إش 6: 3)، ويذكر اسمه بصيغة الجمع (الوهيم) حتى في (تث 6: 4) حيث يؤكد أن الله واحد، [راجع تك 1: 26؛ 11: 7]. هل من ضرورة للإيمان الثالوثي؟ 1- الإيمان الثالوثي يعالج كثير من مشكلات الوحدانية المطلقة، نذكر علي سبيل المثال: إن قلنا بأن الله محبة، حبه أزلي، فهل كان معه من يحبه منذ الأزل؟! إن كان يحب ذاته، فهذه أنانية (حاشا لله)، إن قيل أنه كان يحب بالقوة لا بالفعل حتى يخلق السمائيين والأرضيين فيحبهم، إذ ينسب لله النقص (حاشا لله). لأنه محتاج بالضرورة للخليقة كي يمارس حبه فيتحول من القوة إلي الفعل. وما نقوله عن الحب نكرره في بقية الصفات الإلهية مثل السلام والمودة. إيماننا بالله الواحد المثلث الأقانيم يعلن حركة الحب والوحدة والسلام في الله كحركة أزلية قائمة في الثالوث. الأب يحب الابن أزليا، والحب ليس غريبا عن الله أو أمرا إضافيا لله.. هو حب ومحبوب ومحب أزليا، وما يمارسه معنا من حب إنما امتداد لعمله وحياته الأزلية الداخلية، إذن الثالوث ينزع عن الله فكرة الجمود. 2- إن قيل أن الإيمان الثالوثي قد يوحي بالتعدد نجيب أن الابن هو كلمة الآب.. في كثير من الأديان ينظر إلي كلام الله إنه أزلي. كلمة الله ليس شيئا خارجا عنه، بل واحد معه، كالبهاء الذي يشع من النور. لم يكن الآب بدون كلمته، ولا يوجد نور بدون بهاء.. إذن فالابن لا يعني تعددا. أما الروح القدس فهو "الحياة".. الآب هو الكينونة الإلهية، كينونة حياة أزلية. الله كائن ناطق حي.. ثالوث لا يحمل تعقيدا أو تعددا بل بساطة ووحدة. 3- يقول القديس إكليمندس الإسكندري أن كل التعبيرات الخاصة بالله وردت بسبب ضعفنا وعجزنا. فكلمة" واحد" لا تعنى خضوع الله لرقم عددي أي "واحد"، إنما الله هو واحد، وفوق العدد.. إذن ليتنا لا نتطلع لله في وحدانية بطريقة مادية. 4- حينما نتحدث عن الابن، لا يفهم ذلك ماديا، كأن الابن جوهر آخر مع جوهر الآب.. إنما هو بهاء النور غير المنفصل عنه. لماذا نستصعب ولادة الابن من الآب أزليا؟ كل جوهر فعال يلد ما يعلن فاعليته؟ فالنار تعطي نورا، والمواد المشعة طاقة ذرية، والعقل الإنساني يلد أفكارًا.. فلماذا نفكر في الله بطريقة جامدة؟! - إيماننا بالابن يعلن عن طبيعة الله المحبة، الذي في حبه الأزلي يقدم ذاته للابن بكونه واحدا معه في الجوهر. 5- يوضح القديس أثناسيوس سر دعوة "الابن" "كلمة الله".. ألا وهو تأكيد الوحدانية في الجوهر، لئلا يظن بالآب والابن جوهرين. 6- وحدة الثالوث القدوس، وحدة حب، حركة مستمرة، هي سر حيويتنا، إذ تمثل بالثالوث القدوس في اتحادنا معا فيهم. 7- إيماننا بالثالوث يمس حياتنا اليومية ومستقبلنا الأبدي.. إذ فيه ندرك أبوة الله وننعم بالصداقة الإلهية بالمسيح مخلصنا، وندرك شركة الروح القدس.. هذا كله يفتح أمامنا باب الرجاء في شركة الأمجاد السماوية. 8- الثالوث القدوس يوضح مفهوم "الكمال".. كمال الوحدة بين الثالوث، وليس الكمال النظري الجامد بلا حركة حب. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
دستور الإيمان والكتاب المقدس |
الإيمان الثالوثي والكتاب المقدس |
الخادم والكتاب المقدس |
العلم والكتاب المقدس ج5 |
العلم والكتاب المقدس ج4 |