"وكانت جميع الأرض تبكى بصوت عظيم وجميع الشعب يعبرون وعبر الملك في وادي قدرون"
(2صم 15: 23 )
في قصة حياة داود، تَرِد هذه الآية المؤثرة "وعبر الملك في وادي قدرون" - وادي الكدر - لقد عبر داود ذلك الوادي الـمُترب طريداً هارباً مع رفقائه من ابنه العاق. فالرجل الذي بحسب قلب الله لم يستثنِ من التجربة، لا بل كل حياته كانت تجربة طويلة. كان داود ممسوحاً من الرب وأيضاً مُجرَّباً من الرب، فلماذا إذاً نترجى إعفاءنا من التجارب؟ وعلى طريق الأحزان عبر أشراف الجنس البشرى باكين ونائحين، فلماذا إذاً نشكو وكأنه أصابنا أمر غريب؟
وملك الملوك نفسه لم يحظ في هذا العالم بطريق سلطاني، بل قد عبر ذلك الوادي المترب نفسه، اجتاز عبر وادي قدرون الذي فاضت عليه شرور أورشليم (يو 18: 1 ) . إن الرب يسوع قد جُرِّب في كل شىء مثلنا بلا خطية. فما هي تجربتنا في الوقت الحاضر؟ قد تكون خيانة صديق غادر، أو شراً وقع أو نتوقعه. لقد عبر الرب في كل هذا. أو قد تكون أوجاعاً جسمانية أو عوزاً أو اضطهاداً أو تحقيراً، والرب عبر في كل هذه أيضاً.
إن الرب يرثى لنا وسط الضيق والتجربة لأنه اختبر الأحزان كلها لما كان هنا على الأرض واختبر حياة الخضوع والطاعة كعبد الله وخادمه، لذلك يرثى ضعفاتنا ويتداخل ليضع بلسماً للجراح بأسلوبه الإلهي الحكيم.
وبعد أن انتهت التجربة، رجع داود الملك إلى مدينته ظافراً، وهكذا رب داود أيضاً قام من القبر غالباً. إذاً لنثق بأننا سنغلب أيضاً وسنستقي ماءً حياً من آبار الخلاص حتى وإن كنا الآن وإلى حين ينبغي أن نجتاز مخاضات من الحزن ... ثقوا واثبتوا يا جنود الرب، فالرب نفسه ظفر عبر وادي قدرون وأنتم أيضاً ستظفرون.
إذاً في وسط التجارب مهما كانت، نستطيع أن نثق في الرب ونحن نؤمن أنه يصنع كل شيء حسناً، كما نعلم أن كل الأشياء تعمل معاً لخيرنا، وأخيراً نجد تعزية في المجد العتيد أن يُستعلن، حينئذ ستُمسح كل دمعة من عيوننا وسينتهي كل أنين وسيتبدل الحال وتحل الأفراح مكان الأتراح. ويا له من تبديل!!