النزاع بين إبراهيم ولوط :
كان ابراهيم ( السائر مع الله ) غنيا جدا – وكان لوطا ( السائر مع ابراهيم ) غنيا أيضا..... ولم تحتملهما الأرض أن يسكنا معا .. ...... الثروة بركة من الله ، إن أحسن الأنسان أستخدامها صارت نافعة له ولغيره وللكنيسه ، لكن إن أساء أستخدامها وتسلطت محبتها على قلبه ، صارت وبالا عليه ،
" ولم تحتملهما الأرض " ...كلمة شديدة يقولها الكتاب ...لما كانا فقراء ، كانت الأرض تسعهما ، لم يتشاجرا فى الفقر ، إنما تشاجرا فى الغنى !! وما أكثر المآسى والمشاكل التى تحدث بسبب المال ، المال يفرق بين الأخ وأخيه ، وبين الأبن وأبوه ، ( مثل الأبن الضال ) .
كان منشأ النزاع بين رعاة أبراهيم ورعاة لوط .... وكثيرا ما أدت النزاعات بين الصغار إلى تصادم الكبار .
شخصية لوط :
+ كان لوط سائرا مع إبراهيم بتأثيره وقدوته ، أكثر من إيمانه الشخصى بالله ، مجرد التقليد ضار ، ويحدث هذا مع كثير من المترددين على الكنيسة والمجتمعات الدينية ، ...ويؤيد هذه الفكرة ما ذكر عن لوط " ولوط السائر مع إبرآم " ( تك 13 : 5 ) – لوط فى سيره مع إبراهيم كان مجرد مقلد ، لذا كانت نهايته فى سهول سدوم .
+ فى الظاهر كان سبب الفرقة والنزاع بين لوط وابراهيم هو ماحدث بين الرعاة ، أما السبب يقى فكان فى قلب لوط ، الخصام بين الطرفين هو الذى أظهر فضيلة أبراهيم ، ومحبة لوط للعالم .
+ رفع لوط عينيه واختار دائرة الأردن ... لقد كانت كجنة عدن .... وكان ما جذبه هو خصوبتها ، وشكلها الظاهرى بغض النظر عن أى اعتبار آخر ،،،،
+ قال الرب لآبرام " أرفع عينيك وانظر ... " وفرق كبير بين أن يرفع الأنسان عينيه ( من نفسه ) لينظر ويختار ، وبين أن يسمع لمشورة الله فى الأختيار ،- الله يريدنا أن نختار الأرض الجديـدة والسماء الجديـدة التى يسكن فيهـا البر ( 2 بط 3 : 13 ) .
+ اسلوب إبراهيم فى حل المنازعة .... " لاتكن منازعة بينى وبينك ، لأننا نحن إخوان " – فى الظاهر كان لوط هو الرابح ، لكن الواقع كان عكس ذلك ، لقد فقد لوط روحياته ، لم يستطع أن يبنى ما للرب فى سدوم ، لقد فقد هيبته ووقاره الروحى ، ..... ثم إذ بحرب كبيرة بين أربعة ملوك يسبى فيها كل شعب سدوم ، ويؤخذ لوط أسيرا هو وأسرته وكل أملاكه ، وأبراهيم هو الذى فك أسره وأسترد أمواله ، كان ذلك نتيجة شهوة قلبه وعينه .
+ حينما نقارن بين ابراهيم ولوط : .إبراهيم أختار الله ولوط اختار المادة .....، لوط اخذ النصيب الاكبر ، وابراهيم اختار الفقر والبرية المجدبة .....، لوط أخذ أرض العشب والمرعى وابراهيم أخذ الم والخيمة ..، لوط فقد حريته الشخصية وكيانه الأول ، بينما ظل أبراهيم محتفظا بكيانه حرا لله ، ....لوط جلب على نفسه الهوان والهزيمة ، وأبراهيم هو الذى أنقذه .
+ بعد نصرة ابراهيم خرج ملك سدوم الذى هزم أولا - لأستقبال ابراهيم وعرض عليه أن يعطيه النفوس وأن يأخذ الغنائم المادية لنفسه ... وهنا يظهر تعفف ابراهيم وروحانيته وشهامته " رفعت يدى الى الرب الإله العلى مالك السماء والأرض ، لا آخزن لا خيطا ولا شراك نعل ، ولا من كل ما هو لك ، فلا تقول أنا اغنيت إبرام " .
و أن أبراهيم فى هذه ب انتصر نصرتين : نصرة ضد الملوك ، والنصرة الثانية ضد مغريات العالم
( الأسلاب والغنائم ) ، ولعله لم ينل النصرة الأولى إلا لأنه كان يقتنى الثانية .