|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البابا كيرلس الأول البطريرك رقم 24
( عمود الدين ومصباح الكنيسة الأرثوذكسية ) البابا كيرلس الأول البطريرك رقم 24 Pope Cyril I the Pillar of Faith Bookmark عاصر هذا البابا الإمبراطور ثيودوسيوس الثانى نشأته وعائلته ينتمى البابا كيرلس الأول إلى أسرة عريقة فى ألإيمان المسيحى ، فهو ينتمى إلى عائلة تقية بمدينة الإسكندرية وهو من نفس عائلة سلفه البابا ثيئوفيلس 23 فى عداد البطاركة ، وكان فى صغره تواقاً للمعرفة سريع التعلم شغوفاً بقراءة الكتب المقدسة وسير الاباء القديسين ، وكان محباً للصلوات والألحان الكنسية والتسبيح ،ويقول الألنبا إيسيذوروس (1) :" مما دفع خاله أن يخصة بالعناية ، فألحقة خاله بمدرسة الإسكندرية اللاهوتية الشهيرة حين بلغ سن الشبيبة ، فدخل المدرسة ودرس العلوم الفلسفية التى كان ألاباء يرون أن تعليم الشباب ضرورياً للدفاع عن الإيمان المسيحى ضد الذين يهاجمونه من الوثنيين ويرشقونه بالتمويهات والأكاذيب ، ثم ارسله خاله إلى برية الإسقيط عند راهب طاعن فى السن أسمه سرابمون "سرابيون" أو صرابمون ( الذين عده الرهبان أن يرأس الدير بعد الأنبا مكارى "مقار" الكبير ) فإلتهم منه معرفتة الروحية وتتلمذ له وعلمه سائر الكتب الكنسية وأقوال الاباء فتهذب عقله بالتقوى والفضيلة مدة من الزمان قدرتها مسز بتشر (2) بـ 5 سنوات قضاها فى وادى النطرون ، ولما وصل لمرحلة كبيرة فى المعرفة والتعلم والتقوى إستدعاه خاله إلى البطريركية بالأسكندرية ورسمه شماساً ، وعينه واعظاً فى كنيسة الكاتدرائية ، فإشتهر ببلاغته فى الوعظ والخطابة وإشتهر شهرة واسعة خاصة أنه عندما كان إذا ما وقف يرتل الإنجيل تعنى المؤمنون أن لا ينتهى من القراءة لرخامة وحلو نغمات صوته (3) . إختياره لرئاسة الكهنوت - محاولة الوالى أن يثنى الشعب عن إنتخابه تنيح خاله البابا ثاوفيلس رقم 23 فى عداد بطاركة الإسكندرية في 18 بابه سنة 128 ش (15 أكتوبر سنة 412م) ، وقد كان النظام المتبع إختيار رئيس الكنيسة فى القسطنطينية فى أغلب الأوقات نظام التعيين ، ولكن نظام الكنيسة القبطية يقوم على الإختيار والإنتخاب ، وأراد الوالى حاول فرض رأيه وإثناء الشعب عن إختيار راعية وتقول المؤرخة أيريس حبيب المصرى (4) : " وعبثاً حاول الوالى أبوداكس أن يثنى الشعب عن إنتخابة ، وعبثاً هددهم ، لأنهم لم يخضعوا ولم يرهبوا لكونهم متأكدين من أن كيرلس هو الشخص الوحيد الذى لا يرتضون عنه بديلاً إذ رأوا أن الرب قد حياة بمميزات نادرة من ذكاء متوقد ، ونظرة خاطفة بعيدة الغور فى آن واحد ، وصوت عذب خلاب يجتذب قلوب السامعين ، وعزيمة صادقة ، وإيمان راسخ رسوخ الطود الشامخ وقد تتوجت هذه الصفات بالتقوى الخالصة ، ومع أنه كان حليماً واسع الصدر إلا أنه كان حاداً كالسيف مع المبتدعين (الهراطقة) (5) أجلسوا هذا كيرلس فى موضعه في 20 بابه سنة 128 ش (17 أكتوبر سنة 412م) ويقول أسقف فوة (6) [ وضع الأساقفة ألأربعة أناجيل على رأسه وصلوا قائلين : " يا إلهنا قوى هذا الذى أعطيته لنا "] فاستضاءت الكنيسة بعلومه، ووجه عنايته لمناهضة العبادة الوثنية، والدفاع عن الدين المسيحي. وبدأ يرد على مفتريات الإمبراطور يوليانوس الكافر في مصنفاته العشرة، التي كانت موضع فخر الشباب الوثنيين ، بزعم أنها هدمت أركان الدين المسيحي. قام البابا كيرلس بتفنيدها بأدلته الساطعة وبراهينه القاطعة وأقواله المقنعة، وطفق يقاوم أصحاب البدع حتى تمكن من قفل كنائسهم والاستيلاْ على أوانيها ثم أمر بطرد اليهود من الاسكندرية ، فقام قتال وشغب بين اليهود والمسيحيين. وتسبب عن ذلك اتساع النزاع بين الوالي وهذا القديس العظيم، الذي قضت عليه شدة تمسكه بالآدات المسيحية وتعاليمها، أن يقوم بنفسه بطلب الصلح مع الوالي الذي رفض قبول الصلح، ولذلك طال النزاع بينهما زماناً. اليهود بالأسكندرية يفتكون بالمسيحيين ويقول الأنبا أيسذورس (7) : " وحدث أن اليهود الذين كانوا قاطنين فى الإسكندرية كانوا يبغضون ويكرهون البابا كيرلس لشهرة صيته ومكانته عند الإمبراطور ، وأرادوا إبادة المسيحين من الأسكندرية وفى إحدى الليالى أشاعوا أن النار إشتعلت فى كنيسة القديس إسكندر ، فإنزعج المسيحيين فجروا مسرعين إليها من كل إتجاه وإزدحمت الشوارع بالكبار والصغار لإطفاء النار ، وكان اليهود فى إنتظارهم ففتكوا بعدد كبير منهم وسالت دمائهم نتيجة لهجوم اليهود عليهم بقسوة وبربرية . وفى الصباح ذاعت أخبار هجوم اليهود الدموى على المسيحيين ، وذهبت جموع المسيحيين إلى الكنيسة التى يتواجد فيها البابا كيرلس بالأسكندرية وقرروا الإنتقام بقتل اليهود جميعهم ، فلم يستطع البابا أن يهدئ غضبهم ، ولكنه سمح لهم أن يكتفوا بطرد اليهود من المدينة بعد تعب شديد ومناقشات كثيرة على شرط ألا يمسوا أحداً من اليهود بضرر ، فهجموا على كنيس اليهود وطردوهم منها وأستولوا عليه وعلى ما فيه ، وبلغت هذه الأحداث (لاورستا) (أورستس SETSERO ) حاكم المدينة فغضب وتضايق من البابا كيرلس لسماحه للمسيحيين بعمل إضطرابات فى المدينة التى يحكمها وطرده لليهود ، فطيب خاطرة البابا لأنه لم يعلم أنه لو لم يسمح لهم بذلك لكان المسيحيين إرتكبوا جرماً عظيماً بقتلهم اليهود وحدثت مذبحة لهم . المـــــراجع (1) الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة ج1 و ج2 للأسقف الأنبا أيسذورس ج1 ص 457 (2) كتاب تاريخ ألأمة القبطية - أ . ل . بتشر صدر فى 1889م - المجلد الثانى ص 22 (3) السنكسار الثيوبى - ترجمة إلى الإنجليزية واليس بودج 4 ص 1058 (4) أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية - الجزء الأول ص 388 (5) "كتاب قديسو مصر ( باللغة الفرنسية ) للأب بول دورليان ج1 ص 230 - 231 (6) تاريخ الاباء البطاركة للأنبا يوساب أسقف فوه من آباء القرن 12 أعده للنشر للباحثين والمهتمين بالدراسات القبطية الراهب القس صموئيل السريانى والأستاذ نبيه كامل ص 35 - وأيضاً راجع سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع نشره سيبولد طبع ببيروت عام 1904م وطبعه ايفتس Evetts طبعه باريس1904 ص 430 (7) الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة ج1 و ج2 للأسقف الأنبا أيسذورس ج1 ص 458 |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|