الفداء الأبدي
وَليْسَ بِدَمِ تُيُوسٍ وَعُجُولٍ، بَلْ بِدَمِ نَفْسِهِ، دَخَلَ مَرَّةً وَاحِدَةً إلىَ الأَقْدَاسِ، فَوَجََدَ فِدَاءً أبَديًا ( عب 9: 12 )
إن دم المسيح قد حصَّل لنا «فداءً أبديًا»، وما أجمل أن تسمع النفوس الخالدة هذه العبارة الحلوة «فداءً أبديًا»، بل ما أجمل أن تراها مكتوبة في كلمة الله الصادقة! إن جميع البركات التي يضمنها لنا دم المسيح أبدية، فدم المسيح لم يفتح لنا باب السماء ويؤهلنا للدخول فيه ويعطينا الحق في التمتع ببركاته فقط، بل قد طبع هذه الكلمة الإلهية ”أبدي“ على كل هذه الأجوبة، فهي ليست كاملة فقط، ولكنها دائمة أيضًا. إن نفسي أبدية، ومجد الله أبدي، وأفراح السماء أبدية، ومحبة المسيح أبدية، نعم هي أبدية وستبقى مضيئة لدى كل نفس في جميع الأجيال الدهرية، فلا غرابة إذا رأينا المفديين في السماء يرنمون كثيرًا عن دم المسيح، بل يجعلونه النغمة الرئيسية في ترنيمتهم «الذي أحبنا، وق...د غسَّلنا من خطايانا بدمهِ» ( رؤ 1: 5 )، هذه النغَمة أعلى من أن يصل إليها صوت الملائكة وأسمى من جميع أناشيدهم. صحيح إنه ستكون لهم أناشيد حلوة، ولكنها ثانوية بالنسبة لأنشودة المفديين. نعم، كم ستكون نغماتنا عالية ومرتفعة وحماسية ومملوءة بالمحبة للذي شرب عنا كأس الغضب، وغسَّلنا من جميع خطايانا، وأنقذنا من الحمأة، ورفعنا إلى أسمى مركز في السماء، وصيَّرنا شركاء في مجده الأبدي.
كيف دخل اللّص إلى السماء؟ دخل مع المسيح وفي كماله «اليوم تكون معي في الفردوس». ما أمجد هذه الكلمة «معي»! ففيها وصف كامل للسماء التي سنكون فيها، مع المسيح حيثما ذهب، فعندما يجلس على العرش نجلس نحن أيضًا، وعندما يكون على جبال المُرّ هناك نكون نحن معه، وعندما يدخل إلى بيت الوليمة ندخل نحن أيضًا. ما أجمل سماءنا، دائمًا مع المسيح ومثل المسيح، ولولاه لكانت السماء قاعًا صفصافًا لنا، ولولانا لكانت السماء ناقصة في عينيه، فليس لنا انفصال عنه إلى الأبد، حيث يكون الرأس هناك تكون الأعضاء، وحيث يكون العريس هناك تكون العروس أيضًا. كم يجب أن تتوق قلوبنا إلى ملقَاه والوجود معه!
عزيزي القارئ .. يا ليتك تحب الرب يسوع وتؤمن به، وتختار الطريق الحديث الحي الذي فتحه لنا الرب يسوع بدمه؛ الطريق إلى حضرة الله ( عب 10: 19 ، 20)، والذي يؤدي إلى المجد والسعادة والحياة الأبدية