|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سلسلة الخطية " فرأي إمرأة تستحم.. فأرسل رسلاً وأخذها فدخلت إليه فاضطجع معهـا.. وفي الصـباح كتب داود يقـول اجعـلوا أوريا في وجه الحرب.. فيُضرب ويمـوت " (2 صم 11) ذكرنا أنَّ الخطية مرض قد يتضخم وينمو في الإنسان، فأكثر المجرمين بدأوا حياتهم الإجرامية بجرائم تافهة، وكما قيل: معظم النار من مستصغر الشرر. وهذه القصة تُؤكد قولي: قصة يُحكي أنَّ لصاً سطا في نصف الليل علي منزل رجل ثري ليسرقه، ولكن علي غير المتوقع استيقظ الرجل ففاجأ اللص وهو يسرق، فوقع عليه وأخذ يصرخ بشدة عسي أن يسمع أحد من الناس صوته فيأتي ليساعده في القبض علي المجرم، فلمَّا رأي اللص أنَّ جريمته فشلت حاول أن يهرب ولكن دون جدوى.. وإذ لم يستطع الفرار أطلق عياراً نارياً علي صاحب البيت فوقع الرجل قتيلاً، فأتى الناس وقبضوا علي اللص، الذي أُلقي في السجن إلي أن صدر الحكم ضده.. أمَّا الحكم فكان الإعدام شنقاً، وكعادة المحكومين عليهم بالإعدام.. سُئل المجرم قبل تنفيذ الحكم: أتريد شيئاً؟ فقال نعم، أريد أن تُحضروا إليّ أمي لأراها قبل أن أموت، فأحضروها بناءً علي طلبه.. فلمَّا رآها طلب أن تقترب منه ليقول لها كلاماً سراً، فلمَّا اقتربت ضغط علي أُذنها بأسنانه فقطعها، أمَّا هي فأخذت تصرخ من شدة الألم.. عندئذ نظر إليها وقال لها: هذا أقل جزاء لكي مني، فأنت التي أتيتِ بي إلي هذا المكان، لأنَّك لو لم تشجعيني علي سرقة البيض من جارتك وأنا بعد صغير، لَمَا صرت لصاً وأنا كبير!! لكن في أحيان كثيرة لا يتضخم المرض بهذه الصورة، إنَّما يمتد ويتسع، فكثيراً ما يسقط الإنسان في خطية واحدة ولكنه بعد قليل يجد نفسه مُصاباً بعدة خطايا أُخري، لأنَّ الخطايا سلسلة كل منها تُسلّم الخاطئ إلي غيرها.. مثلما يسقط إنسان علي سُلم فكل درجة تُسلمه إلي أخري حتى يصل إلي القاع. فمثلاً: كأس الخمر التي يرتشفها إنسان دون أن يُدرك عواقبها.. قد يجر وراءه السقوط في الزني.. الذي يجر وراءه الخيانة والغدر.. وأحياناً القتل والسرقة... وخطية النهم قد تقود أحياناً إلي الزني.. والزني إلي الطمع.. والطمع يقود إلي السرقة.. التي تقود إلي القتل والغضب.. الذي يؤدي إلي الحزن والكآبة. وهذا ما أكده الأب سيرابيون عندما قال: ف الذيادة في النهم يتبعه الزني، والزني يتبعه الطمع، والطمع يُثير الغضب، والغضب يوّلد الكآبة (الغم)، والغم يُنشيء الفتور.. فإن أردت الغلبة علي الفتور، يلزمك النصرة علي الكآبة، ولكي تتخلص من الكآبة، يلزمك طرد الغضب، ولتهدئة روح الغضب يلزم أن نطيء بأقدامنا علي الطمع، ولأجل اقتلاع الطمع يلزم الامتناع عن الزني، ولكي ما نهلك الزنا، فلننتهر خطية النهم... وقد يقع إنسان في خطية الغضب، فيتولد حقد في قلبه.. وهذا الحقد يجعله يسب ويشتم في الآخرين الذين غضب عليهم، وأحياناً يثور ويريد الانتقام منهم، وهذه الثورة تقوده إلي الضرب، الذي يقود أحياناً إلي القتل، وغالباً ما يحاول القاتل تبرير نفسه أمام القضاء فيقع في خطية الكذب والإدانة... أيضاً خطية محبة المال تقود إلي السرقة، التي يتفرع منها الغش والتزوير، وهذه تقود إلي الظلم إذ يسلب حقوق الآخرين، وأحياناً إلي القتل، الذي كثيراً ما يحدث عندما يُضبط السارق وهو يسرق.. وبالطبع إذا قُبض عليه سيكذب حتى لا يُحكم عليه.. يقول القديس مرقس الناسك " يستحيل علي الإنسان أن يسقط في الزنا، ما لم يسقط أولاً في شراهة الأكل، أو أن يُثأر بالغضب ما لم يكن طمَّاعاً يُقاتل من أجل الطعام أو المال أو الشهرة، ومن المستحيل عليه أن يتجنب قتال التذمر، ما لم يكن قد سبق له أن احتمل الحرمان من هذا كله.. ويستحيل عليه أن يهرب من الكبرياء، ما لم يكن قد أستأصل من قلبه محبة المال ". أمثـلة لقد ذكر الكتاب المقدس، وكذلك كتب الآباء القديسين أمثلة كثيرة، وكلها تؤكد أنَّ الخطايا سلسلة متماسكة، كل حلقة منها مرتبطة بما قبلها وما بعدها، ومن أبرز تلك الأمثلة: آدم وحواء جلست أُمنا حواء مع الحية، التي بدأت تكلّمها كلاماً مناقضاً لكلام الله، لكنّه مُغري، فالله أوصاه أن يأكل من جميع شجر الجنة إلاَّ شجرة معرفة الخير والشر: " لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتا ًتَمُوتُ " ( تك17:2)، والحية قالت: " يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ " (تك5:3). فتطلعت حواء أن تصير كالله!! فسقطت في الكبرياء، وأيضاً في الشك وفقدان الثقة في كلام الله، وهنا دخلت الشهوة قلبها، يقول الكتاب المقدس: " فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضاً مَعَهَا فَأَكَلَ " ( تك6:3). وبعد شهوة الأكل كانت شهوة الجنس، فقبل الأكل كانا كلاهما عريانين، وهما لا يخجلان (تك25:2)، أمَّا بعد السقوط " فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ، فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ " ( تك 7:3). قايين بدأت سلسلة خطايا قايين بالحسد والغيرة، حدث ذلك بعد أن قبل الرب قربان هابيل ولم يقبل قربانه، ثم تطوّر الحسد إلي غضب: " فَاغْتَاظَ قَايِينُ جِدّاً وَسَقَطَ وَجْهُهُ " (تك5:4). وقاده الغضب إلي القتل، وبعد القتل نراه يكذب، فعندما سأله الله عن هابيل قال: لاَ أَعْلَمُ! أَحَارِسٌ أَنَا لأَخِي؟ " (تك9:4). العالم القديم إنَّ قصة السقوط المريعة التي تسببت في فناء العالم كله بالطوفان بدأت بنظرة: " أَبْنَاءَ اللهِ رَأُوا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ " (تك2:6)، فهم إذ رأوا اشتهوا، " ثُمَّ الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً، وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمُلَتْ تُنْتِجُ مَوْتاً " (يع15:1)، فلما اشتهوا مالت أجسادهم وأرادوا إشباع شهواتهم، " فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا " (تك2:6)، ولكن كما يقول معلمنا بولس الرسول: " لاَ تَضِلُّوا! فَإِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ " (1كو33:15)، وهذا ما قد حدث، إذ عمّ الفساد وانتشر الشر علي الأرض، حتى إنّ الرب حزن أنَّه عمل الإنسان، فكان لابد من عملية تطهير للفساد، فأتى الله علي العالم بماء الطوفان... فالبداية كانت نظرة شريرة من قوم فاسدين، وهذه النظرة الشريرة قادت إلي خطايا أُخري، انتهت بالهلاك والفناء.. ولهذا يقول القديس أغسطينوس: " إنَّ حلقات السقوط أربعة: نظرة، فتصور، فهُيام، فسقوط ". داود النبيَّ بدأت سلسلة خطايا داود، بقليل من الكسل والفراغ، فكان يجلس في البيت ولا يخرج للحرب كما كان يفعل من قبل، وهذا الفراغ قاده إلي النظر لخصوصيات الناس، فتطلّع وهو يتمشي علي السطح وقت المساء إلى إمرأة وهي تستحم، وإذ كانت المرأة جميلة أرسل إليها فاضطجع معها، وسقط رجل المزامير العظيم في خطية الزنا!! ولكي يخفي خطيته التي تورط فيها، أمر بقتل زوجة أوريّا وهو في الحرب حتي يستطيع أن يتزوجها.. (2صم11). يهوذا الإسخريوطيّ كان خطية حُب المال هو الخطية الأولي التي دخلت إلي قلب يهوزا، تلك التي قال عنها معلمنا بولس الرسول إنَّها " أصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ " (1تي10:6). وهذه الخطية هى التي قادته إلي سرقة الصندوق الذي عهد به إليه الرب (يو6:12)، ومحبة المال قادته أيضاً إلي إدانة مريم، عندما دهنت قدمي يسوع بالطيب في بيت عنيا ( يو12: 1-8)، ثم الخيانة إذ سلم الرب بثلاثين من الفضة، وهذه الخطية الشنعاء قادته إلي اليأس وفقدان الرجاء، الذي قاده إلي الانتحار، إذ " مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ " ( مت27: 3-5). يعقوب المجاهد كان لملك إبنة صرعها روح نجس، ولم يستطع أحد إخراجه.. فذهبوا إلي القديس يعقوب المجاهد، فلمَّا صلي عليها خرج الروح النجس، ولكن ما أن عادت إلي بلدها حتى عاد إليها مرّة أُخري.. فعادوا بها للقديس فصلي عليها فخرج الروح النجس، ولكنه عاد إليها مرّة أُخري، فسافروا مرَّة ثالثة.. فقرر الملك أن تبقي ابنته بجوار القديس فبنوا لها حجرة.. وكان الشيطان كلَّما يصرعها يدخلونها إليه، وتطوّر الأمر إلي أن أبقوها معه ثم تركوها ومضوا!! ولكن بمرور الوقت تكوّنت دالة بين الفتاة والقديس، وهذه الدالة تطورت إلي خطية، إذ سقطا في الزني، وحبلت الفتاة.. فلما رأي أن الخطية ستنكشف وتضيع سمعته، وربّما يقتله الملك، وسوس له الشيطان أن يقتلها، فقتلها ودفنها في مكان بعيد! وحدث أن جاء رسل الملك يسألوا عنها، فكذب وقال: إنَّ الشيطان صرعها مرَّة، فانطلقت بسرعة هاربة في الجبل، ولم أستطع اللحاق بها واختفت، فصدقوه لأنَّه لم يكن موضع شك!! وبهذا سقط القديس في ثلاثة خطايا ألا وهى: الزنا الذي قاده إلي القتل، الذي قاده إلي الكذب لكي يخفي جريمته |
10 - 12 - 2012, 08:15 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: سلسلة الخطية
ميرسى كتير على الموضوع المميز |
||||
10 - 12 - 2012, 10:44 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: سلسلة الخطية
موضوع مميز
ميرسى يامارى ربنا يباركك |
||||
10 - 12 - 2012, 02:38 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سلسلة الخطية
شكرا على المرور |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سلسلة متى تختلف عن سلسلة لوقا |
سلسلة نسب يسوع هي سلسلة الخلاص |
سلسلة نسب يسوع هي سلسلة البركة |
سلسلة نسب يسوع هي سلسلة المجد |
سلسلة نسب يسوع هي سلسلة الحياة |