|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دم المسيح
ماذا يقول الكتاب؟ "وكل شئ تقريباً يتطهر حسب الناموس بالدم، وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (عب22:9). "فكم عقاباً أشر تظنون أنه يُحسب مستحقاً من داس ابن الله، وحسب دم العهد الذى قدس به دنساً، وازدرى بروح النعمة" (عب 29:10) إن مبدأ تعامل الله مع الإنسان يعتمد على أساس قداسة الله ونجاسة الإنسان وخطيته، لذلك يستحضر الله القدوس الإنسان الخاطئ النجس إلى حالة تليق بقداسته ولا يتحقق ذلك إلا بدم المسيح. أما كلمة "تقريباً" المذكورة أعلاه فلا يقصد بها التشكيك فى قوة الدم المطهرة، لكنه يقصد أن هناك أشياء لا تطهر بالدم مثل الذهب والفضة التى تطهر بالنار "لكى تكون تزكية إيمانكم وهى أثمن من الذهب الفانى مع أنه يُمتحن بالنار...." (1بط 7:1). كما أن هناك أشياء تطهر بالماء مثل الأجساد والثياب التى يُرش عليها ماء النجاسة المذكور فى شريعة البقرة الحمراء (عدد 19). "وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة": نلاحظ أنه لم يقل "بدون شرب دم..." لأن فائدة الدم وقوته الغافرة تكمن لا فى شربه بل فى سفكه، ولو لم يُسفك دم المسيح ما كنا قد حصلنا على أى قسط من الفائدة. أضف إلى ذلك أن شرب الدم منهى عنه تماماً فى الكتاب، (أرجوك أن تقرأ بعناية وانتباه الأعداد المذكورة فى تك4:9،لا 1:17-14، 26:19،تث 23:12-25،أع 20:15و29). وإذا كان الأمر كذلك فماذا يقصد الرب من حديثه فى يوحنا 53:6-56؟؟ · لا يقصد أكل جسده ولا شرب دمه حرفياً، بل يقصد التغذى بالإيمان على حقيقة موته كالوسيلة الوحيدة لنوال الحياة الأبدية. قال الرب بفمه الكريم:" الحق الحق أقول لكم من يؤمن بى فله حياة أبدية. أنا هو خبز الحياة... من يأكلنى يحيا بى... الروح هو الذى يُحيى ، أما الجسد فلا يفيد شيئاً. الكلام الذى أكلمكم به هو روح وحياة" (يو 6: 47و48و57و63). صفات دم المسيح: نورد هنا بعض مما وصف به دم المسيح، على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر، فهو يفوق كل وصف: 1- دم برئ (مت4:27): هذه العبارة الحلوة نطق بها يهوذا الإسخريوطى الخائن عندما رأى الرب قد دين فندم- ولكن بعد فوات الأوان- وردّ الثلاثين من الفضة إلى رؤساء الكهنة والشيوخ ثم طرحها فى الهيكل وانصرف. حقاً إنه دم برئ، فهو لم يعرف خطية (2كو21:5)، ولم يفعل خطية (1بط 22:2)، وليس فيه خطية(1يو5:3)، إنه القدوس (لو 53:1)، وهو البار (لو47:23). 2- دم يطهر الضمير (عب 14:9): لا يوجد شئ يطهر الضمير الشرير إلا دم المسيح "لأنه إن كان دم ثيران وتيوس ورماد عجلة مرشوش على المنجسين يقدس إلى طهارة الجسد، فكم بالحرى يكون دم المسيح، الذى بروح أزلى قدّم نفسه لله بلا عيب، يطهر ضمائركم من أعمال ميتة، لتخدموا الله الحى" (عب13:9و14). ،" لنتقدم بقلب صادق فى يقين الإيمان، مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير، ومغتسلة أجسادنا بماء نقى" (عب 22:10). والدليل القاطع على طهارة الضمير هو الحصول على السلا مع الله- من جهة الأبدية- والتمتع بسلام الله- سلام القلب- فى كل الظروف"سلاماً أترك لكم، سلامى أعطيكم"(يو 27:14). 3- دم يُكمل المقدسين( عب14:10): لم يقدر الناموس بدماء ذبائحه المسفوكة مراراً وتكراراً أن يُكمّل الذين يتقدمون (عب 10:10) "لأنه لا يمكن أن دم ثيران وتيوس يرفع خطايا" (عب 4:10)، أما دم المسيح فهو الشئ الوحيد الذى يقدر أن يكمّل "لأنه بقربان واحد قد أكمل إلى الأبد المقدسين" (عب14:10). أما البركة العظمى فهى هذه "من أجل أن الخادمين(الساجدين) وهم مطهرون مرة لا يكون لهم أيضاً ضمير خطاياً "(عب 2:10). 4- دم يتكلم أفضل من هابيل (عب24:12): إن دم المسيح يتكلم أفضل من هابيل الذى "وإن مات يتكلم بعد" (عب 4:11). الاثنان يتكلمان فى نفس الموضوع، لكن هابيل يقول أن القبول أمام الله يتم على أساس ذبيحة حيوانية ستقدّم، أما دم المسيح فيقول أن القبول أمام الله يتم على أساس الذبيحة الكاملة الكافية التى قدمت مرة واحدة على الصليب وقبُلت إلى الأبد، ذبيحة ربنا يسوع المسيح (عب 10:9،14:12)، وهذا هو خبر الإنجيل الذى يعلنه الرب من السماء (عب 25:12)، فالدم قد كفى ووفى، والدين قد سُدّد، فليسترح كل من يسعى لإدراك البر. 5- دم كريم (1بط 19:1): "عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب من سيرتكم الباطلة التى تقلدتموها من الآباء، بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس، دم المسيح"(1بط 18:1و19). لم يكن هناك شئ بمقدوره أن يفدى نفوسنا إلا دم المسيح، لأن نفوسنا كريمة جداً فى نظر الله، فالله هو مصدرها، وهو الذى أعطاها، وهى ملك له وحده لا سواه. "ونفخ فى أنفه نسمة حياة فصار آدم نفساً حية" (تك7:2). ترتب على ذلك أن تكون فدية نفوسنا كريمة جداً لدرجة أنه تعذر على أى كائن مخلوق أن يتممها، لذلك يقول الكتاب " وكريمة هى فدية نفوسهم فغلقت إلى الدهر" (مز8:49)، هكذا تحتم أن يكون هناك شيئاً كريماً لعمل هذا الفداء لتلك النفوس الكريمة، ولم يكن أمام الله سوى دم المسيح " وليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداء أبدياً" (عب 12:9)، فما أعظمه وما أكرمه !!! له كل المجد. فوائد دم المسيح: 1- اقتناء (شراء) الكنيسة: هذا ما أعلنه الرسول بولس لشيوخ كنيسة أفسس" لترعوا كنيسة الله التى اقتناها بدمه" (أع28:20). وهذا هو موضوع ترنيمة الشيوخ الممجدين فى السماء وهم حول الرب الممجد والذى رآه يوحنا كالخروف القائم كأنه مذبوح "لأنك ذبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة" (رؤ9:5). ومن غير الرب يسوع المسيح كان بوسعه أن يشترى بذلك الثمن الكثير؟ "إنساناً تاجراً يطلب لآلئ حسنة، فلما وجد لؤلؤة واحدة كثيرة الثمن، مضى وباع كل ما كان له واشتراها" (مت 45:13و46). يالها من كُلفة عظيمة!!! "اشتُريتم بثمن" (1كو7:6 و23:20). 2- التبرير: وماذا يقصد بالتبرير؟ الجواب هو أن يحسب الخاطئ الأثيم كأنه لم يرتكب خطية ولم يقترف إثماً على الإطلاق. لقد سأل أيوب هذا السؤال "فكيف يتبرر الإنسان عند الله؟" (أى 1:9)، ثم سأله بلدد الشوحى وهو واحد من أصحاب أيوب (أى 4:2)، ولم يجدا فى كل العهد القديم جواباً مقنعاً لسؤالهما، إلى أن جاء الجواب فى دم المسيح "متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذى بيسوع المسيح، الذى قدمّه الله كفارة بالإيمان بدمه" (رو24:3و25)، "فبالأولى كثيراً ونحن متبررون الآن بدمه نخلص به من الغضب"( رو9:5). فما أعظم ربنا يسوع المسيح "الذى أسُلم من أجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا"(رو25:4). 3- الفداء: ما كان بوسع الإنسان أن يفدى أخيه الإنسان (مز7:49)، وما كان يصلح لهذا الغرض دم ذبيحة حيوانية نظراً لما للنفس البشرية من كرامة فى عينّى الله. لذلك يعلن الكتاب صراحة "لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا" (أف7:1، كو14:1). 4- الاقتراب: ما أبعد المسافة التى كانت بيننا وبين الله، فالخطية فصلت بيننا وبينه بل وطوّحت بنا بعيداً جداً عنه، فكان السبيل الوحيد لاقترابنا إلى الله هى إزالة الشئ الذى سبّب لنا هذا البعد، إنه الخطية، ولم يكن من سبيل إلى ذلك إلا دم المسيح. "ولكن الآن فى المسيح يسوع أنتم الذين كنتم قبلاً بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح" (أف13:2). لقد صرنا أولاداً لله، ولنا الحق أن نخاطبه بالقول "يا أبانا"، والرب يسوع نفسه أعلن لنا هذه الدرجة العجيبة من القرب إلى الله، إذ قال لمريم المجدلية "ولكن اذهبى إلى إخوتى، وقولى لهم إنى أصعد إلى أبى وأبيكم، وإلهى وإلهكم"(يو17:20)، وهذا ما سبق أن قاله قديماً بروح النبوة "أخبر باسمك إخوتى، فى وسط الجماعة أسبحك" (مز22:22،عب12:2). 5- ثقة الدخول إلى الأقداس: لقد انشق الحجاب الذى كان يفصلنا عن الأقداس. ولقد رُش الدم، ولقد كُرس الطريق الحى الحديث "فإذ لنا أيها الأخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع" (عب19:10). وماذا عسانا أن نفعل؟؟ "لنتقدم بقلب صادق فى يقين الإيمان، مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير، ومغتسلة أجسادنا بماء نقى. لنتمسك بإقرار الرجاء راسخاً لأن الذى وعد هو أمين" (عب 22:10و23). "فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكى ننال رحمة ونجد نعمة عوناً فى حينه" (عب 16:4). 6- التقديس: الرب يسوع المسيح قدّسنا(أفرزنا وخصصنا) لنفسه وذلك بدمه "لذلك يسوع أيضاً لكى يقدس الشعب بدم نفسه تألم خارج الباب" (عب12:13). هناك ثلاثة معانى للتقديس: أولاً- تقديس الآب: وذلك باختياره إيانا فى المسيح قبل تأسيس العالم، هذا التقديس هو بحسب مشورات الله. ثانياً- تقديس الروح: أى عمل الروح فى قلوبنا "تقديس الروح وتصديق الحق" (2تس13:2)، "تقديس الروح للطاعة"(1بط2:1). ثالثاً- تقديس الابن: ويقصد به عمل المسيح الذى حررنا إلى الأبد من سلطان الشيطان والخطية وأوجدنا أمام الله كشعبه المفدى. هذا العمل هو عمل قائم بذاته ولكنه غير منفصل عن عمل الروح فى الداخل. 7- التطهير والتغسيل: "ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية" (1يو7:1)، "الذى أحبنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه"(رؤ5:1). إنه لأمر مستحيل أن يتطهر الإنسان من نجاسته بأى شئ غير الدم " ولو اغتسلت فى الثلج ونظفت ثيابى بالأشنان، فإنك فى النقع تغمسنى، حتى تكرهنى ثيابى" (أى 30:9و31). 8- الغفران: أى أن الله قد غفر لنا جميع خطايانا- كمؤمنين- ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، وذلك على حساب دم المسيح المسفوك مرة على الصليب "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (عب22:9). أما الذى يؤكد على غفران خطايانا فهو الرسول يوحنا"أكتب إليكم أيها الأولاد لأنه قد غفرت لكم الخطايا من أجل اسمه" (1يو12:2). 9- الصلح: تسببت الخطية فى العداء المزدوج، بين الإنسان والله، وبين الإنسان وأخيه الإنسان. فالإنسان ناصب الله عداءً سافراً متمثلاً فى لغته" فيقولون لله ابعد عنا وبمعرفة طرقك لا نُسّر . من هو القدير حتى نعبده، وماذا ننتفع إن إلتمسناه" (أى 14:21و15). أما العداء بين الإنسان وأخيه الإنسان فقد تمثل فى ذلك الكم الهائل من البغضة حتى إن أحد أول أخوين على الأرض قام على أخيه وقتله (تك8:4). كم كانت رديئة تلك البغضة المزدوجة "ممقوتين (مكروهين) مبغضين(كارهين) بعضنا بعضاً" (تى 3:3). هذه العداوة السافرة استلزمت عمل المصالحة ذى الجانبين: أولاً- المصالحة مع الله: 1- مصالحة فى الزمان الحاضر لكل من يقبل المسيح المخلص بدمه المسفوك على الصليب " وأنتم إذ كنتم قبلاً أجنبيين وأعداء فى الفكر فى الأعمال الشريرة، قد صالحكم الآن، فى جسم بشريته بالموت (أى موت المسيح على الصليب) ليُحضركم قديسين وبلا لوم ولا شكوى أمامه" (كو21:1). 2- مصالحة كل الخليقة مستقبلاً،" وأن يصالح به الكل لنفسه عاملاً الصلح بدم صليبه بواسطته سواء كان ما على الأرض أم ما فى السموات"(كو20:1). ثانياً- مصالحة الإنسان مع أخيه الإنسان (اليهود مع الأمم): "لأنه هو سلامنا الذى جعل الاثنين(اليهودى والأممى) واحداً، ونقض حائط السياج المتوسط أى العداوة، مبطلاً بجسده ناموس الوصايا فى فرائض، لكى يخلق الاثنين فى نفسه إنساناً واحداً جديداً صانعاً سلاماً" (أف 14:2و15). يلخص الرسول بولس كلا الجانبين للمصالحة بالقول " ويصالح الاثنين فى جسد واحد مع الله بالصليب، قاتلاً العداوة به"(أف 16:2). تحذير ومسئولية: أولاً: التحذير ضد الخطية العمدية التى تظهر فى رفض المخلص الوحيد واحتقار دمه الكريم." فإنه إن أخطأنا باختيارنا بعدما أخذنا معرفة الحق، لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا، بل قبول دينونة مخيف، وغيرة نار عتيدة أن تأكل المضادين... فكم عقاباً أشر تظنون أنه يُحسب مستحقاً من داس ابن الله، وحسب دم العهد الذى قدس به دنساً، وازدرى بروح النعمة" (عب26:10-29). فإن أخطأنا اختيار المخلص وضللنا الطريق "من يخطئ عنى يُضر نفسه". إنها خطية الارتداد عن الإيمان المسيحى واعتناق عقيدة بشرية بلا مسيح وبلا صليب وبلا رجاء، فلا ينتظرنا إلا دينونة مخيفة وغيرة نار عتيدة أن تأكل المضادين، وياله من عقاب أشر لكل من يدوس ابن الله ويحتقر دمه الكريم طالباً للبديل!!! ثانياً: المسئولية وهى أن نمجد الله لأننا ملك له "لأنكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله فى أجسادكم وفى أرواحكم التى هى لله" (1كو 20:6)." قد اشتريتم بثمن فلا تصيروا عبيداً للناس" (1كو 23:7)، فالمؤمن قد اشتراه المسيح بدمه لذلك هو عبد للمسيح وليس للناس يا لعظم قوة الدم دم ذاك الجريح يا لعظم قوة الدم قوة صليب المسيح |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|