|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أعطيك عمرى
كان وحيد هو الابن الوحيد لأمه السيدة التقية ، فقد مات أبوه وهو صغير وكرست أمه حياتها له ونشأ في الكنيسة وتناول كل يوم أحد وحضر مدارس الأحد ... ولما بلغ سن الشباب تصادق مع شلة أبعدته عن الله تدريجيا دون أن يدري ، فبدأ يذهب للكنيسة مرة في الشهر إرضاء لأمه ويتناول في خميس العهد دون اعتراف إرضاء لضميره لاحظت أم وحيد هذه التغيرات بحزن وحاولت أن تنصحه وكانت دائمة الصلاة لأجله ولكن الأمر ازداد سوءا ، فترك الكنيسة نهائيا وعامل أمه الحنون بكل قسوة ، فكان يطلب منها الأموال التي تفوق استطاعتها وعندما ترفض يتطاول عليها بالشتائم حتى وصلت للضرب أحيانا. كانت تقول له : يا بني إني مستعدة أن أعطيك عمري وليس كل ما أملك فقط ، لو أنك تستغل هذه الأموال في أي شئ صالح ولا تبعد عن المسيح ، تذكرت أم وحيد القديسة مونيكا التي كانت تبكي على ابنها حتى قال لها الأسقف : ثقي يا امرأة لا يمكن أن يهلك ابن هذه الدموع ، فكانت تتمسك في صلاتها بهذا الأمل ..... ولكن وحيد كان يتمادى في الشر. وفي أحد الأيام خرج مع أصدقائه وسهر حتى الصباح في إحدى الملاهي المشبوهة وشرب الخمر حتى الثمالة وسكر هو والذين معه ، وفي الفجر قرر أن يقود سيارة صديقه رغم إنه لا يملك رخصة وكان كلاهما يترنح من الخمر ، فوافقه صديقه ، فأخذ السيارة وسار بها بسرعة جنونية وإذا به يصدم سيدة تسير في الشارع ، فوقعت وسالت منها الدماء .... ماذا يعمل ؟ ليس معه رخصة ؟ أفضل شئ أن يهرب وبينما هو يستدير لاحت منه نظرة للسيدة التي سيتركها تقابل الموت في الشارع و .... يا للهول .... يا للكارثة ..... إنها أمه ، نعم أمه التي عندما تملكها الجزع على ابنها الوحيد وحيد ، خرجت لتبحث عنه في الشوارع ، وها هي ستدفع عمرها ثمنا لطيشه ورعونته . لم يستطع وحيد أن يتحرك وتجمد تفكيره ، ماذا يفعل ؟ شاهد شريط حياته الأسود أمام عينيه ، هل وصل به الأمر لهذه الدرجة أن يقتل أمه التي كانت مستعدة أن تعطيه عمرها لو سار في طريق المسيح ، هاهي فعلا تدفع عمرها ثمنا لبعده عن المسيح . جذبه صديقه من ذراعه قائلا : هيا نهرب قبل أن يأتي البوليس وإلا فمصيرنا السجن ... ولكن لأول مرة في حياته يعصي صديقه ويقول له بحزم شديد : لا يا صديقي اهرب أنت أما أنا فلن أترك أمي ثانية حملها على كتفه ودماءها تقطر وقلبه يبكي دما وهو يفكر كم من مرة كسر قلبها وتحدى نصائحها ، كم من مرة سمعها وشاهدها وهي تبكي عليه ولم يستجب قط لتوسلاتها. وعندما نقلها للمستشفى واحتاجت لنقل دم أسرع وتبرع بدمه ، وبعد أنا أفاقت وتلاقت عينيها بعينيه الدامعتين ، قال لها أريدك أن تشفي يا أمي وأنا مستعد أن أفعل أي شئ لأجلك ، مستعد أن أعطيك عمري . قالت له : " يا بني يا حبيبي أنا سأمضي لربي وحبيبي يسوع ولا أتمنى سوى شيئا واحدا فقط أن تعطي عمرك لمن سبق وأعطاك حياته ومات لأجلك على الصليب " قبل وحيد يدي أمه وهو يقول لها أعدك يا أمي. و هو مات لاجل الجميع كي يعيش الاحياء فيما بعد لا لانفسهم بل للذي مات لاجلهم وقام ( 2كو 5 : 15 ) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
(خر 23: 27) أعطيك |
من أنا يا رب حتى أعطيك؟! |
سوف أعطيك نوري |
أعطيك كل المجد |
هناك أعطيك عهدي |