التقى أحد الخدام بشاب جامعي يُدعى موريس، وكانت علامات الضيق والمرارة تظهر على ملامح موريس. بدأ الخادم يتحدث معه عن محبة اللَّه الفائقة واهتمام السيد المسيح بحياته من كل جوانب.
سأل موريس: "كيف أضع كل حياتي اليومية في يديّ السيد المسيح، وأنا قد اعتدت ألا أثق في أحدٍ قط؟ إني أعاني من متاعب يومية بسبب أزمة الثقة. لا أثق في أقرب من لي، مهما أظهر لي من حب واهتمام."
سأله الخادم: متى تعود إلى الإسكندرية؟
- الجمعة مساءً، حيث أبدأ دراستي السبت صباحًا.
- هل حجزت في القطار؟
- نعم.
- هل تعرف الموظف الذي حجز لك تذكرة القطار؟
- لا.
- كيف تثق أنه بالفعل قد حجز لك بمجرد مكالمة تليفون؟!
- في كل مرة أحجز بالتليفون أذهب في موعد القطار وأجد الحجز مُعد فعلًا!
- هل تعرف سائق القطار؟
- لا!
- كيف تأتمن حياتك في يد سائق قطار لا تعرف اسمه، وغالبًا لا تراه؟!
- لقد اعتدت أن أركب القطار ولا أسأل عن السائق واسمه.
قال الخادم: "إن كنت تثق في موظف لا تعرف اسمه ولا شخصيته يحجز لك في القطار وأنت مطمئن؛ وهكذا في سائق القطار... ألا تأتمن السيد المسيح،
خالق السماء والأرض على حياتك؟!