![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() قالوا عن البابا شنودة.... يقول الكاتب ابراهيم عيسي .. رحل عنا رجل عظيم ، ليس هناك مواطن مصرى من سن العاشرة حتى التسعين الا والبابا شنودة جزء اصيل من وجدانه ، عشنا وكبرنا حاربنا وسالمنا اتفقنا واختلفنا تسامحنا وتطرفنا ، خنعنا وثورنا كنا جناة او مجنى علينا والبابا شنودة معنا . البابا شنودة شريك حياتنا واحد من صناع تاريخنا وحاضرنا فى العيش المشترك بين المسلمين والاقباط ، واحد من قليل تمكنوا من وضع حجر اساس فى صياغة مستقبلنا على حصان او على جمل او على دبابة او على كفوف الراحة . كان ذكيا كرجل سياسة فى مرحلة خلت فيها مصر من رجال السياسة تقريبا الذين تحولوا الى موظفين تابعيين مامورين حتى وان زعموا انهم معارضون ، فكان يخطئ ويصيب كسياسي لكن هدفه كان واضحا ومستقيما حتى لو كانت وسائله غامضة ، هدفه حماية الاقباط ومصر ، كان لا يريد للاقباط ان يكونوا اقلية هذا الشعب بل جزء من هذه الامة ، كان مستقلا ومعتدا بذاته وبرمزيته وبدوره ، رأيه من دماغه ومن رؤيته فى مرحلة كان فيها الكل حتى العمائم والوعاظ والدعاة والمشايخ يتلقى تعليمات واوامر ويمشي على العجين ميلخبطوش ، كان البعض يتهمه بانه دولة داخل دولة لانه لم يكن امن دولة ، رغم من ان استقلاله كان محل نقض من محترمين ثم كان ايضا محل احترام من منتقضين . كان عروبيا يشجب اسرائيل بعنصريتها وطائفيتها واحتلالها ارضا عربية فى وقت كان فيه الكثيرون يرتدون ملابسهم من كويز اسرائيل ويصدرون الغاز الى محطات كهرباء تل ابيب ودبابات وطائرات جيش الدفاع الاسرائيلى ، كان فلسطينيا يهفو الى القدس وان اراد زياراتها كان العالم كله سيفرش تحت نعليه ذهبا ليذهب اليها ويصلى فى بيت لحم ، لكنه آبى ورفض الا ان يكون هذا العربى المسيحى الاعظم الذى لا يغفر ليهوذا انه باع يسوع فى الناصرة بثمن بخس وكل خيانة بخسة الثمن ولو كان ثمينا . كان شاعرا يكتب الشعر ويحفظ الاشعار فى مرحلة غير شاعرية بالمرة ، نُزف فيها دم وتفجر خلالها ارهاب وزاد فيها الرثاء والهجاء ردحا لا شعرا رصاصا لا قصائدا ، كان بليغ فى اللغة العربية فى مرحلة بلا بلاغة فى اللغة بل ركاكة ورطانة ، فكان يختار تعبيراته الموحية الضاربة باستعارتها الادبية فى السياسة والمستند فى سياستها الى الادب هذا فى توقيت كان فيها كل الساسة ورجال الدولة والحكم والاعلام فى منتهى الردائة اللغوية يكسرون الفاعل ويرفعون المفعول يجمعون المثنى ويئنثون المذكر ، فتكون لغتهم كسياستهم ونحوهم كقمعهم وصرفهم كأمنهم . رحل عنا البابا فى توقيت يزيد الاقباط آسي وحزن مع ترقبهم وخوفهم من المستقبل المجهول ويضاعف على مصر ان احساسها بالمرحلة الانتقالية اصبح كئيبا تعسا ثقيلا ، نعانى من انفلاتها السياسي والآمنى والنفسي ، وحين نودع البابا شنودة نودع مرحلة من عمرنا ، لا البابا سيعود ولا عمرنا فندعو الله ان تعود مصر اذا |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|