|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أروى .. تلميذة الحضانة التي خطفها قطار أسيوط وأضحكت دموع والدها أنا ساطرة انكسر ظله، كما انكسر خاطره، على قضبان القطار الذي قتل ابنته قبل ساعات. بدموعه التي أغرقت صدره، مدد جسمه إلى جوار سور السكة الحديد، بعدما عثر على ما كان يبحث عنه. عبدالرحمن عبدالرحيم، والد الطفلة "أروى"، تلميذة الحضانة في معهد النور الأزهرى بأسيوط، إحدى ضحايا حادث قطار أسيوط، يصرخ منتحبًا وهو يمسك بإحدى صفحات كتب ابنته الدراسية، تعرف عليه بسرعة، فقد كان بالأمس أمام عينيه، حين داعبته طفلته "بلدغتها المميزة": "حل معايا الواجب يا بابا". الصفحات التي شارك طفلته قراءتها أمس، هي الآن غارقة في دموعه وحده، بعد أن التقطها من على "حصى السكة الحديد" الذي لا يدرك حزن "عبدالرحمن" على فراق طفلته، كيف ينسى الآن "هزارهما" معًا، حين يمسح شعرها الأصفر القصير بكف يده أثناء مراجعة دروسها: إنتي بليدة أوي يا أروى"، لترد عليه بحروفها المرتبكة "لأ.. أنا ساطرة والله". يذكر ارتعاش أصابعها الصغيرة، بينما كان يساعدها في توصيل أسماء الحيوانات بصورها المناسبة في كتابها المدرسي. تضحك دموعه حين يقول: "وصّلت مرة اسم الكلب بصورة الديب، فقلت لها كدة غلط، فردت: همّا أصلا زي بعض". كثير من المحاولات تنتظر عبدالرحمن لنسيان مشاغبات طفلته وشقاوتها وتفاصيل أيامهما معًا، خاصة فى الليلة التي سبقت الحادث عندما ارتدت حجاب أمها و"تاهت بجسمها الضئيل داخله"، ومحاولتها ارتداء حذاء والدته، وفي كل مرة تتعثر فتقع على الأرض، وقبل أن يعاتبها، تبادر هي بالتعقيب: "أحسن يا أروى.. علشان متعمليش حاجة غلط تاني". رحلت أروى، وبقي والدها ممدًا جسده وحيدًا إلى جوار سور السكة الحديد التي مزقت جسد طفلته، يحاول إقناع روحه بأن اسم "أروى" لن يتردد مجددًا في بيته. الوطن |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|