|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دعوة للدخول إلى بيت الله: "احفظ قدمك حين تذهب إلى بيت الله، فالاستماع أقرب من تقديم ذبيحة الجهال، لأنهم لا يبالون بفعل الشر" [1]. خلق الله العالم صالحًا لتكون الأرض كلها أشبه ببيت الله فيه يلتقي كل بشر مع محبوبه الخالق القدُّوس بروح الحب والتسبيح والفرح.لكن إذ دخلت الخطية إلى العالم صار العالم باطلًا، وأنبتت الأرض شوكًا وحسكًا، وشعر الإنسان بجفاف نحو خالقه الصالح. لكن الله في حبه للإنسان سمح له بإقامة بيت له بكونه أيقونة السماء الخالدة، يلجأ إليه المؤمنون وهم بعد في هذا العالم، فيحمل روح الله قلوبهم وأفكارهم وإرادتهم ومشاعرهم وأحاسيسهم إلى ما فوق العالم المنظور وإلى ما فوق الزمن... لهذا لا نعجب إن بدأ الجامعة نصائحه للإنسان بعد تأكيده بطلان العالم بالذهاب إلى بيت الله، بمعنى آخر يقول الجامعة: أهرب من العالم الزائل إلى خالقه الأبدي بالدخول إلى بيته المقدس واللقاء معه خلال دائرة الحب والطاعة. لقد عرف المرتل كيف يلجأ إلى مقادس الله في وقت الضيق ليختبر مراحم الله وغنى نعمته: "إنما خير ورحمة يتبعاني كل أيام حياتي وأسكن في بيت الرب إلى مدى الأيام" (مز 23: 6). "وإن يحاربني جيش فلن يخاف قلبي، وإن قام عليَّ قتال ففي هذا أنا اَطمئن؛ واحدة سألت من الرب وإيَّاها اَلتمس: أن أسكن في بيت الرب كل أيام حياتي، لكي أنظر نعيم الرب وأتفرس في هيكله المقدس" (مز27: 3-4). "لأنك كنت ملجأ ليّ... لأسكنّ في مسكنك إلى الدهور، اَحتمي بستر جناحيك" (مز 61: 3- 4). "كنت مصابًا اليوم كله... حتى دخلتُ مقادس الله" (مز 73: 14، 17). هكذا إذا ما شعر المرتل بالمتاعب الخارجية أو الداخلية يجد له ملجأ في بيت الرب، حيث يلتقي بالله نفسه مخلصه. يرفعه إلى نعمه، ويهبه خبرة جمال الحياة السماوية فلا يعود ينشغل بما حمله إليه الزمن من مضايقات.في بيت الرب يجد الله الملك جالسًا على العرش فلا يخاف إن حاربه جيش أو قام عليه قتال! غير أن دخول بيت الرب والسكنى فيه يتطلب نقاوة القلب وقداسته، فيسكن المؤمن مع الله القدُّوس في مقدسه وتكون له شركة معه... لهذا يقول: "أحفظ قدمك" [1]. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|