|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إن كان الله قد منح الإنسان اشتياقًا لطلب الحكمة وبحث كل الأشياء، فإن هذه الحكمة قد كشفت للجامعة أن الحياة التي قدمها له الله هي عناء رديء [13]؛ إذ يتساءل الكثيرون: لماذا أوجدنا الله في عالم مملوء شقاءً؟ لم يخلقنا الله لنعيش في عالم الشقاء والعناء، لكن إساءة استخدام العالم وإساءة النظرة إليه أفسدت حياتنا وشوهت صورة العالم في أعيننا. "رأيت كل الأعمال التي عُملت تحت الشمس فإذا الكل باطل وقبض (انقباض) الريح" [14]. ماذا يعني "قبض الريح"؟ يُترجمها البعض "يُصارع مع الريح" أو "يقتات بالريح"، أيأن التقوُّت بالطعام ليس بذي قيمة كالريح، أو أن النفس في جوعها تمسك بكل ما هو حولها في العالم لتأكله، فإذا بها تأكل ريحًا، هذا يُشير إلى فقدان هدف الأنشطة البشرية وعُقْمها وعجزها عن تقديم شبعًا حقيقيًا داخل الإنسان أو إصلاحًا وعلاجًا داخليًا. ويرى القديس أغسطينوس أن انقباض الريح يُشير إلى الكبرياء الباطل الذي يسقط فيه الإنسان بطلبه الأمور الوقتية. هذا ما بلغ إليه الجامعة خلال الحكمة والمعرفة التي نالها كملك إسرائيل، وقد اعتادت الشعوب المجاورة أن تقول: "هذا الشعب العظيم إنما هو شعب حكيم وفطن" (تث 4: 6). وقد عُرف سليمان بالحكمة، إذ يقول: "أنا ناجيت قلبي قائلًا: ها أنا قد عظُمت ازددت حكمة أكثر من كل من كان قبلّي على أورشليم، وقد رأى قلبي كثيرًا من الحكمة والمعرفة" [16]. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|