|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الانحراف عن الحق علامة بالغة للدلالة على تبعية النفس لغير المسيح، ومن ثم فالانحراف عن الحق رفض للمسيح وبغضة لإنجيله المبارك.. حقا إن الانحراف قديم قدم الإنسان ، ولكن فى عصر زاد فيه الانفتاح والرغبة فى الظهور والتعالي والشهرة كان لابد أن نتوقع فيه ازدياد الانحراف وتنوعه أيضا كنتيجة طبيعية للبحث والتعلق بالاخر الذى نظن أن فيه كل الكفاية ولديه ما يشبع كل احتياجاتنا ورغباتنا فى الحياة .. ولاحظ صديقي ما يلى : + إن الانحراف يشير لفقدان النفس لرجاؤها الحقيقي ، المسيح ، ففى المسيح كل رجاء ومجد وخلاص ، وإن ضعف فينا الإيمان بهذه الحقيقة حتما ستتجه ميولنا وأفكارنا بل وكل اتجاهاتنا فى الحياة للسلوك بانحراف . + لا يبرر اتجاه الإنسان للسير فى طريق الانحراف عدم وصوله لما يرغب فى الوصول إليه والتمتع به ، لأن التقوى الصادقة تحمل معها الرجاء القوى و الدائم فى المسيح ، وهذا الرجاء يقى النفس كثيرا لأنه يحملها كل حين على أجنحة الأمل والفرح والسلام .. إن النفس التى يملأها الرجاء الحقيقي نفس لا تعرف الانحراف والنفس التى انحرفت عن الحق هى نفس لم تعرف كم فى المسيح من رجاء يجعل كل إنسان يحيا فى فرح وسلام رغم كل الانتظار والمعوقات والتحديات . + الانحراف ينقل الإنسان من مستوى الآدمية والعقلانية واليقين إلى التشبه بمن يسلكون بوحشية و افتراء ولا مبالاة ، ومن الحرية إلى العبودية ، ومن عبادة الله بالروح إلى المقاومة الدائمة لعمل للروح القدس وتدبيره، ومن العيش فى بتوليه وبساطة وكمال إلى الحياة في نجاسة وشر وافتئات دائم على مبادئ الإنجيل ومقاصده المباركة . + مخاطر الانحراف كثيرة ومدمرة كل حين ، والسكوت عن مقاومة ظهور الانحراف وانتشاره فى المجتمع استسلام لكل دمار وفشل ، و حيثما ازداد الانحراف داخل المجتمع ازداد اليأس والعجز بل والفشل فى إصلاحه وتقدمه. + الانحراف هو وليد الرغبة فى الحياة بعيدا عن طاعة الروح وإرادة الله ، وكلما زادت فينا نسبة الانحراف كلما زاد بعدنا عن معرفة الله وعطايا السماء ودخول الملكوت ، ومتى أزداد بعدنا عن كل هذه الأمور ازدادت الحروب والأوجاع وتضاعفت فينا روح اليأس والحزن والخوف. + الانحراف ضد الاستقامة لأنه سلوك معاكس ومضاد لإرادة الحق ومبادئه ، ونعرف أننا بدأنا السير بانحراف عندما نشعر بفقداننا للقوة على عمل الخير وإرضاء الرب . + الانحراف هو سير فى دروب الهلاك والتعاسة ، فهو حرمان إرادي من السعادة الزمنية لأنه سلوك فى طريق البعد عن وصايا الإنجيل ، ومن ثم العزاء و الفرح والرجاء ، وحرمان من السعادة الأبدية لأنه ارتضاء بناموس إبليس وتدابيره ، ومن ثم نهايته وعذابه . + الانحراف اعتداء على حق الله فى ملكيته لنفسك وانجراف وراء مشيئات الجسد وشهواته وأفكاره ورفض لخطة الله لحياتك والتى تبغي وصولك للكمال والحياة كل حين حسب الحق وبما يضمن عيشك الدائم فى سعادة وسلام . +إن السبب فى الانحراف ليست الرغبة فى العولمة ، لأن العولمة تشجع على الٍاستمرارية فى الانحراف ولكنها لا تدفع إليه ، ولا محاكاة الآخرين و المحاولة للوصول لمستواهم بقدر ما يكون ضعف الحياة الداخلية للإنسان ، فكلما ازداد امتلاء الإنسان من الروح القدس وازدادت صلته بالله كلما استطاع أن يحيا فى قوة ومناعة من السقوط فى بؤرة الانحراف . + الانحراف هو لغة النفوس التى استطاع الشيطان أن يبث فيها روح اليقين بأن اللذة الزمنية شىء لا يمكن للنفس أن تحيا بدونه وان اقتناء الفانيات أمر لا يمكن أن ندع له فرصه لكى يعطل فرحنا وأن التمتع بمجد العالم لا يمكن أن يفصل الإنسان عن محبة الله وميراث ملكوت السموات ... حقا ما أصعب حال النفس التى تقبل كل روح غريب ولم تتدرب بعد على امتحان الأرواح واللجوء الدائم للمشورة الروحية والصبر فى اتخاذ القرارات . + إذا كان الانحراف أحيانا لا يعاقب عليه القانون فهذا ليس معناه أنه بلا عاقبة ، فالانحراف رجوع عن السير باستقامة ، إى رفض لحق الإنجيل وهذا لا يمت للإيمان بصلة ، وتخبرنا كلمة الرب أن " كل ما ليس من الإيمان فهو خطية " (رو 14 : 23) . صديقى ، ربما يكون من الثابت المحقق أننا نحيا فى زمن الانحراف حيث ازدادت الانحرافات فى كافة جوانب الحياة وانعدمت الكثير من المبادئ التى كانت سبب نهوض وتقدم وازدهار الكثير من الشعوب فى القديم ، ولكن تذكر ما حل بهذه الشعوب من ندم وفساد وفشل ، وتأمل فى عاقبة الذين بالإيمان قهروا رغبات الجسد واستطاعوا ان يرتفعوا فوق مستوى العجز والفشل والسقوط فى بؤرة الانحراف فحظوا بكل فرح وسلام إلى الآبد ، لك القرار والمصير. - |
18 - 05 - 2012, 09:22 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
موضوع جميل ربنا يباركك
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الانحراف إلى الشر |
الخطية هي الانحراف عن الخير |
من يغضب من اجل الحق .. فلا يعرف الحق و لا الحق يعرفه . .. |
الانحراف |
الانحراف الجنسي |