منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27 - 12 - 2024, 05:07 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,420

جمال كورال المزامير






جمال كورال المزامير






سفر المزامير لحن موسيقي سام مؤلف من مزيج من الجمال والاتساق. ولعل مكانته في الكتاب المقدس تضاهي منزلة الأناجيل. فكل مِن المزامير والأناجيل، تكشف لنا أمجادًا متنوعة عن شخص الرب وأعماله العجيبة. ورغم أن المزامير نُظمت شعرًا، إلا أن أنها لم تضحِ أبدًا بالحق من أجل مقتضيات الشعر - وهو ما يطلق عليه: ”رخصة الشعر“. حيث أن كل كلمة من الكتاب، في اللغات الأصلية مُوحى بها من الله، فالله، بالتأكيد قادر على التعبير عن أفكاره شعرًا بذات الدرجة من الأمانة والدقة والكمال، كما يعبر عنها نثرًا.

وقد استخدم الله داود في كتابة ٧٣ مزمورًا. كما استخدم كتابًا آخرين، مثل: آساف، وسليمان، وموسى، وإيثان، وهيمان، إلخ ... وكل منهم كتب بإرشاد كامل من روح الله، رغم بيان عواطفهم، اختباراتهم الشخصية، لأن الله حرك أفكارهم، كما حرك أقلامهم. ولا يذكر خمسون مزمورًا اسم كاتبه.

موسيقى للعواطف العميقة:

لم يعزف داود على وتر واحد. فالتنوع الموسيقي العجيب في المزامير يتراوح بين نغمة الألم العميق، المنخفضة (مز٢٢: ١-٢١)، صعودًا إلى أعلى السلم حيث نبرة الفرح والتسبيح والسجود (مز١٤٦-١٥٠). فالموسيقى في حد ذاتها لها قوة تأثير عميق على العواطف. حتى الملك نَبُوخَذْنَصَّرَ، استخدم كل أنواع الآلات والموسيقى ليستثير شعبه، ليسجدوا لتمثاله الوثني (دا٣: ٤-١٥). ولكن ما أعظم الاختلاف بين موسيقى كتلك وبين موسيقى المزامير. فهذه الأخيرة لا تستنهض قلوب الشعب بكيفية عجيبة فقط، بل وتؤثر أيضًا على ضمائرهم. فقد صمم الله هذه الموسيقى، ليهدي النفوس إلى الرب، لا الأوثان.

المسيح إِمَام الْمُغَنِّينَ:

المسيح هو موضوع سفر المزامير، كما هو حال بقية أسفار الكتاب. ولكن ثمة مزامير تتميز بانطباق خاص عليه، تدعى المزامير المسيانية. وتلك إما تتكلَّم مباشرة عنه، أو تنطق بكلماته عن طريق النبوة. وفي بعض الأحايين، كما في مزمور ٣٢، توجد شهادة ثلاثية له: فالمرنم يكتب عنه، والله يتكلم عنه، ويسجل الوحي كلماته هو نبويًا؛ كلمات الرب يسوع. ويعد المزمور الأول مُقدمة جميلة للسفر كله. حيث يُقدِّم الإنسان المبارك: الذي لم يسلك في مشورة الأشرار، وفي طريق الخطاة لم يقف، وفي مجلس المستهزئين لم يجلس. وقد يكون المُشار إليه في هذه الكلمات بشأن الإنسان المطوَّب، تنطبق على المؤمنين جزئيًا. إلا أنها لا تجد إتمامها التام إلا في شخص الرب يسوع.

والآن دعونا نفحص المزامير بحثًا عن كل ما يوجه قلوبنا وأذهاننا إلى يسوع، ابن الله الأزلي، وابن الإنسان الأمين، في آن.

المزامير .. منظومة في قالب يهودي:

يجب ألا يغيب عن بالنا، أن المزامير، باعتبارها من أسفار العهد القديم، فقد كتبت من منظور يهودي. مثلاً هي لا يمكن أن تعطينا تعليمًا خاصًا بالكنيسة كجسد المسيح، حيث أن هذا الحق يتضمن أن مؤمني الأمم، من شتى أنحاء العالم، يُشكلون جسدًا واحدًا هو جسد المسيح. (كو١: ٢٤؛ أف١: ٢٢، ٢٣). فهذا الجسد الواحد ما كان يمكن أن يتكون إلا بعد موت وقيامة الرب يسوع، كما كشفت عنها كتابات الرسول بولس. إلا أنه، من الناحية الأخرى، تُميّز المزامير دائمًا إسرائيل في مواجهة سائر الأمم، وذلك رغم أنها تشير إلى الملك الألفي العتيد، عندما يملك الرب ملكًا كونيًا مباركًا على رعاياه من إسرائيل والأمم معًا.

ونحن نفرح ونسر بمعرفة كيف سيُتمّم الله هذه البركة العظمى لليهود والأمم بمُلكِه في ذلك اليوم. كما أننا سنتعلَّم الكثير بخصوص طرق الرب مع إسرائيل والأمم. فكثير من المزامير الألفية تتكلَّم عن ملء البركة التي ستعم الأرض آنذاك. أمثلة حرفية على ذلك: كل مرض وضعف في الشعب سيشفيان، وسيتوافر الطعام بفيض للجميع (مز١٠٣: ٣-٥). سيُبارك الله أرض إسرائيل: «أَرْجَعْتَ سَبْيَ يَعْقُوبَ» (مز٨٥: ١). كما أن الأمم: «تَفْرَحُ وَتَبْتَهِجُ» (مز٦٧: ٤). ستعود الأرض لتعطي غلتها بوفرة، «وَتَخْشَاهُ كُلُّ أَقَاصِي الأَرْضِ» (مز٦٧: ٦، ٧). وسيسترد جبل صهيون (أورشليم) مكانته العظمى في الصدارة؛ وتعود أورشليم «مَدِينَةُ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ» (مز٤٨: ١، ٢).

وفي قراءتنا لمثل هذه المزامير، دعونا نعي جيدًا أنها تُمثل بركات مادية حرفية، سيُبارك الله بها اليهود والأمم في يوم قادم. فإذا كنا إيثاريين، فسنجد لذة في رؤيتنا كيف أن الله يبارك الآخرين.

موسيقى للكنيسة كذلك:

إدراكنا أن البركات المادية والموعودة لإسرائيل في سفر المزامير، لا تنقص من قدر البركات التي لنا - ككنيسة - في هذا السفر الرائع. فبداية، بركاتنا روحية: «بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ» (أف١: ٣). وهذا يعنى أن بإمكاننا الرجوع إلى كافة كتابات العهد القديم، بما فيها المزامير، لنُطالب بكل بركة روحية نجدها هناك. قد لا نجد شفاء جسمانيًا، ولكن سنجد شفاء روحيًا، وهو أثمن بكثير. قد لا يكون لدينا طعام جزئي كافٍ، بل بالأحرى سنتمتع بطعام روحي. وهذا كله مرتبط مع مقامنا “فِي الْمَسِيحِ ... فِي السَّمَاوِيَّاتِ“، وليس في الأرضيات. وحالما يحصل هذا التمييز، سيتعمَّق تقديرنا لبركات سفر المزامير.

مزامير الضيقة:

العديد من المزامير تُشير إلى وقت الضيقة العظيمة، والتي ستُحيق بالعالم بعد اختطاف الكنيسة إلى البيت المجيد. ومن هذه المزامير: مزمور ٤٦: ١-٣؛ مزمور ٥٧: ١-٦، وهي تُصور لنا بجلاء أوجاع إسرائيل خلال هذه الفترة العصيبة. ثم هناك مزامير أخرى، مثل مزمور ١٠: ٢-١١، ومزمور ٥٥: ٢٠-٢١، والتي تشير إلى إنسان الخطية؛ ضد المسيح، والمرتبط بهذا الوقت القادم المائج بالضيق.

هذه الأعداد تعرف النعمة المنخفضة لأعمق الأحزان والآلام المرعبة، والتي تكتنف النفس، وهي - لا شك - لازمة لإعانتنا، للصعود على سلم اللحن والتعزية والتي نجدها في المزامير. وهي أيضًا مُفيدة لنا بكيفية عجيبة، في مواجهة تجارب الإيمان. كم هي عظيمة تلك التعزية التي نجنيها بمجرد قراء مثل هذه المزامير. فقط تفكر! كيف ستجتاز إسرائيل في أبشع ضيقة تراها الأرض.

فإذا كانت إسرائيل ستجد تعزية عميقة هذا مقدارها، في هذا الظرف، بالتأمل والاستناد على نعمة الله في المسيح، فكم بالأحرى نحن نجد تعزية أعظم في ضيقاتنا وفي آلامنا، التي هي بالفعل أقل مما هي لإسرائيل.

مزامير آلام المسيا:

العديد من المزامير تتحدث بلسان الرب يسوع بصدد ذبيحته العظيمة، على رابية الجلجثة. فهناك مزمور ٢٢ والذي يُحدثنا عن ذبيحة الخطية. وهو يبدأ بالكلمات التي نطق بها الرب على الصليب: «إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟». ولا ريب أن داود كان يجتاز في معاناة عميقة، عندما سطر هذه الكلمات. وكان يشعر بالرفض، بيد أنه، في الواقع، لم يكن مرفوضًا من الله كما المسيح في احتماله لخطايانا.

ثم مزمور ٤٠، والذي يحدثنا عن المُحرقة، وهي تصور لنا ذبيحة المسيح كما قُدِّمت لمجد الله. فهي تصعد بالكامل إلى الله بفعل النار على المذبح.

وكذلك هو مزمور ٦٩، وهو يصور لنا ذبيحة الرب يسوع كذبيحة الإثم. وهي معنية برد المسيح لله ما لم يسلبه.

وأخيرًا مزمور ١٠٢ والذي يرسم لنا ذبيحة السلامة، وهي تضع أمامنا البركة الناجمة عن عمل المسيح، والمُتمثلة في اشتراك الله ذاته، والرب يسوع، ومفدييه في التمتع بهذه الذبيحة.

وبالتأمل في آلام الرب يسوع، ندرك كيف كانت أعظم كثيرًا من أي ألم قد نُدعَى لاحتماله. وأيضًا كيف أن آلام ربنا تفوق في أهوالها تلك التي ستجتاز فيها إسرائيل في الضيق العظيمة. وهذا من شأنه أن يخلق فينا تعزية أعمق من تلك الناشئة عن ملاحظة إسرائيل وكيف تتعزى، ويملأ قلوبنا بالسجود لرب المجد الحي الذي مات لأجلنا وقام.

ورغم أننا قد لا نعي دائمًا الصلة بين هذا المزمور وذاك. إلا أننا بالدراسة، وبقوة الروح القدس، سننمو في إدراك وتمييز كمال الترتيب والوحدة بين المزامير.

إن تفاصيل الألحان العذبة التي تعزفها فرقة موسيقية عظيمة، لا تقدرها إلا أذن مدربة .. لشخص خبير في فهم أسرار الموسيقى. ولذلك دعونا ندرس كلمة الله بقناعة راسخة أنها ذاخرة بكنوز ثمينة، ولنا أن نتمتع بها معتمدين على روح الله ليبينها لنا. وإذا درسنا الكتاب مُتسلحين بهذه النية، فلن نخزى أبدًا.



رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
احفظوا المزامير تحفظكم المزامير (المزامير المرتلة)
(المزامير 3:111) جلال وبهاء
احفظ المزامير تحفظك المزامير سفر المزامير مسموع
مزمور 113 (112 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير - تنازل الله الكلي جلال
مزمور 93 (92 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير - الرب يملك في جلال قدسه


الساعة الآن 11:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025