المسيح هو موضوع سفر المزامير، كما هو حال بقية أسفار الكتاب. ولكن ثمة مزامير تتميز بانطباق خاص عليه، تدعى المزامير المسيانية. وتلك إما تتكلَّم مباشرة عنه، أو تنطق بكلماته عن طريق النبوة. وفي بعض الأحايين، كما في مزمور ٣٢، توجد شهادة ثلاثية له: فالمرنم يكتب عنه، والله يتكلم عنه، ويسجل الوحي كلماته هو نبويًا؛ كلمات الرب يسوع. ويعد المزمور الأول مُقدمة جميلة للسفر كله. حيث يُقدِّم الإنسان المبارك: الذي لم يسلك في مشورة الأشرار، وفي طريق الخطاة لم يقف، وفي مجلس المستهزئين لم يجلس. وقد يكون المُشار إليه في هذه الكلمات بشأن الإنسان المطوَّب، تنطبق على المؤمنين جزئيًا. إلا أنها لا تجد إتمامها التام إلا في شخص الرب يسوع.
والآن دعونا نفحص المزامير بحثًا عن كل ما يوجه قلوبنا وأذهاننا إلى يسوع، ابن الله الأزلي، وابن الإنسان الأمين، في آن.