سفر المزامير لحن موسيقي سام مؤلف من مزيج من الجمال والاتساق. ولعل مكانته في الكتاب المقدس تضاهي منزلة الأناجيل. فكل مِن المزامير والأناجيل، تكشف لنا أمجادًا متنوعة عن شخص الرب وأعماله العجيبة. ورغم أن المزامير نُظمت شعرًا، إلا أن أنها لم تضحِ أبدًا بالحق من أجل مقتضيات الشعر - وهو ما يطلق عليه: ”رخصة الشعر“. حيث أن كل كلمة من الكتاب، في اللغات الأصلية مُوحى بها من الله، فالله، بالتأكيد قادر على التعبير عن أفكاره شعرًا بذات الدرجة من الأمانة والدقة والكمال، كما يعبر عنها نثرًا.
وقد استخدم الله داود في كتابة ٧٣ مزمورًا. كما استخدم كتابًا آخرين، مثل: آساف، وسليمان، وموسى، وإيثان، وهيمان، إلخ ... وكل منهم كتب بإرشاد كامل من روح الله، رغم بيان عواطفهم، اختباراتهم الشخصية، لأن الله حرك أفكارهم، كما حرك أقلامهم. ولا يذكر خمسون مزمورًا اسم كاتبه.