بجانب ما اتسم به هذا السفر من الجانب الأدبي اللغوي، إذ تعتبر من أروع القطع للمرثاة في العالم، خاصة في لغتها الأصلية، إلا أنها أيضًا مصدر لفكرٍ لاهوتيٍ حيّ:
1. تكشف هذه المراثي أن كل ما يحل بنا من كوارث هو بسماح من الله الكلي الرحمة، فإن كان يصعب على الإنسان أن يئن وسط المتاعب القاسية، لكن يلزمه أن يطلب من الله أن يكشف له عما وراءها من هدف إلهي، كالتوبة والرجوع إليه.
2. إن الله كُلي الصلاح، يلزم الثقة فيه وسط الضيقات، والالتجاء إليه.
3. خبرة المعاملات مع الله في الماضي تسند المؤمن ليجتاز الضيقة الحاضرة مهما بلغت شدتها بروح الرجاء.
4. غاية التوبة لا أن يرفع الله الضيقة، بل أن نلتقي به ونحيا معه بروح الشكر، هذا هو الإصلاح الحقيقي (إش 35: 1-10؛ إر 30: 1-31: 40؛ حز 37: 1-28؛ هو 3: 5؛ 14: 1-9؛ يوئيل 3: 18-21؛ عا 9: 11-15؛ مي 7: 14-20؛ زك 14: 1-11؛ ملاخي 4: 1-6).
5. لا يتركنا الله وسط ضيقاتنا، إنما يبغي خلاصنا.