إن قرار أَخْآب بالاندفاع متهورًا إلى معركة لا يُمكنه الانتصار فيها، فهذا ما كان مُتوَّقعًا من رجل أصبح قلبه الآن قاسيًا تمامًا أمام كلمة الرب. ولكن من الأصعب بكثير أن نتفهم لماذا يتوجب على يَهُوشَافَاط أن يتبع نفس المسار، ولا سيما وقد طلب - على وجه التحديد - أن يسمع من نبي حقيقي للرب (ع ٧). ولكن للأسف «صَعِدَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوشَافَاطُ مَلِكُ يَهُوذَا إِلَى رَامُوتَ جِلْعَادَ» (ع ٢٩). وبلا شك، كانت المصاهرة والروابط الأسرية، والوعد الذي تم قطعه بالفعل لدعم أَخْآب في مشروعه الأحمق، عوامل حاسمة رئيسية. حتى أنه سمح لأَخْآب أن يستخدمه كخدعة في المعركة، في محاولة منه لمنع دينونة الرب عليه من أن تتحقق: «فَقَالَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ لِيَهُوشَافَاطَ: إِنِّي أَتَنَكَّرُ وَأَدْخُلُ الْحَرْبَ، وَأَمَّا أَنْتَ فَالْبَسْ ثِيَابَكَ. فَتَنَكَّرَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَدَخَلَ الْحَرْبَ» (ع ٣٠). كان على يَهُوشَافَاط أن يدرك أنه لو كان أَخْآبُ واثقًا تمامًا من كلمات صِدْقِيَّا والأربعمائة نبي الذين معه، لما كان بحاجة إلى اللجوء إلى مثل هذه التكتيكات المُخادعة.