ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَخْآبُ ويَهُوشَافَاطُ تحدثنا فيما سبق عن أَخْآب ويَهُوشَافَاط، وعلاقتهما بكلمة الرب في هذا الأصحاح (٢مل ٢٢)، وتكلمنا عن: (١) المساومة بكلمة الرب (ع ١-٤). (٢) تجنب كلمة الرب (ع ٥-١٢). (٣) توصيل كلمة الرب (ع ١٣-٢٨). ونواصل حديثنا... (٤) تجاهل كلمة الرب (ع ٢٩-٣٣): إن قرار أَخْآب بالاندفاع متهورًا إلى معركة لا يُمكنه الانتصار فيها، فهذا ما كان مُتوَّقعًا من رجل أصبح قلبه الآن قاسيًا تمامًا أمام كلمة الرب. ولكن من الأصعب بكثير أن نتفهم لماذا يتوجب على يَهُوشَافَاط أن يتبع نفس المسار، ولا سيما وقد طلب - على وجه التحديد - أن يسمع من نبي حقيقي للرب (ع ٧). ولكن للأسف «صَعِدَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوشَافَاطُ مَلِكُ يَهُوذَا إِلَى رَامُوتَ جِلْعَادَ» (ع ٢٩). وبلا شك، كانت المصاهرة والروابط الأسرية، والوعد الذي تم قطعه بالفعل لدعم أَخْآب في مشروعه الأحمق، عوامل حاسمة رئيسية. حتى أنه سمح لأَخْآب أن يستخدمه كخدعة في المعركة، في محاولة منه لمنع دينونة الرب عليه من أن تتحقق: «فَقَالَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ لِيَهُوشَافَاطَ: إِنِّي أَتَنَكَّرُ وَأَدْخُلُ الْحَرْبَ، وَأَمَّا أَنْتَ فَالْبَسْ ثِيَابَكَ. فَتَنَكَّرَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَدَخَلَ الْحَرْبَ» (ع ٣٠). كان على يَهُوشَافَاط أن يدرك أنه لو كان أَخْآبُ واثقًا تمامًا من كلمات صِدْقِيَّا والأربعمائة نبي الذين معه، لما كان بحاجة إلى اللجوء إلى مثل هذه التكتيكات المُخادعة. ومرة أخرى، فشل أَخْآبُ في أن يضع في حسبانه مطلق سيادة الرب على أفضل خطط البشر. ولم يعمل حسابًا لأوامر ملك أرام لرجال جيشه بالتركيز على أَخْآب: «وَأَمَرَ مَلِكُ أَرَامَ رُؤَسَاءَ الْمَرْكَبَاتِ الَّتِي لَهُ، الاثْنَيْنِ وَالثَّلاَثِينَ، وَقَالَ: لاَ تُحَارِبُوا صَغِيرًا وَلاَ كَبِيرًا إِلاَّ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ وَحْدَهُ» (ع ٣١). وفي البداية، خُدِع رؤساء المركبات بخطة أَخْآبُ، وعندما رأوا يَهُوشَافَاط في ثيابه الملكية، قالوا: «إِنَّهُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ. فَمَالُوا عَلَيْهِ لِيُقَاتِلُوهُ، فَصَرَخَ يَهُوشَافَاطُ» (ع ٣٢). وعندما صرخ يَهُوشَافَاط أدركوا أنهم كانوا يلاحقون الرجل الخطأ «فَلَمَّا رَأَى رُؤَسَاءُ الْمَرْكَبَاتِ أَنَّهُ لَيْسَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ رَجَعُوا عَنْهُ» (ع ٣٣). ولا تذكر لنا رواية سفر الملوك موضوع صراخ يَهُوشَافَاط الذي كان نقطة فاصلة في المعركة، ولكن رواية سفر الأخبار الثاني تُخبرنا بالحقيقة الرائعة: «لَمَّا رَأَى رُؤَسَاءُ الْمَرْكَبَاتِ يَهُوشَافَاطَ قَالُوا: إِنَّهُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ، فَحَاوَطُوهُ لِلْقِتَالِ، فَصَرَخَ يَهُوشَافَاطُ، وَسَاعَدَهُ الرَّبُّ وَحَوَّلَهُمُ اللهُ عَنْهُ. فَلَمَّا رَأَى رُؤَسَاءُ الْمَرْكَبَاتِ أَنَّهُ لَيْسَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ رَجَعُوا عَنْهُ» (٢أخ ١٨: ٣١، ٣٢). لقد صرخ يَهُوشَافَاطُ للرب إلهه طالبًا أن يُخلّصه، وهكذا تبرهن مرة أخرى أن «كُلُّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ» (أع ٢: ٢١). (٥) تتميم كلمة الرب (ع ٣٤-٤٠): إن مُطلق سلطان الله في القضاء، تبرهن مرة أخرى في موت أَخْآب. فبطبيعة الحال، بمجرد أن تراجع رُؤَسَاءُ مَرْكَبَاتِ مَلِك أَرَامَ عن اتباع يَهُوشَافَاط، بدا أنه من غير المرجح أن يتمكنوا من التعرف على أَخْآب المُتنكّر، في خضم المعركة. ولكن ما كان مستحيلاً عليهم، كان لا يزال تحت السيطرة الإلهية: «وَإِنَّ رَجُلاً نَزَعَ فِي قَوْسِهِ غَيْرَ مُتَعَمِّدٍ وَضَرَبَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ بَيْنَ أَوْصَالِ الدِّرْعِ» (ع ٣٤). وقد يرى البعض أن الرجل أطلق سهمًا طائشًا، ولم يكن يقصد أحد على وجه الخصوص، ولكن مطلق سلطان الله كان مُتحكمًا في توجيه مسار السهم. ولكن لربما كان الرجل قناصًا ماهرًا، وبالتالي كان هدفه صحيحًا. ولكن يبقى أنه كان يجهل تمامًا أن الهدف الذي صوَّب إليه السهم، هو أَخْآبُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ. لقد فشل جيش أَرَامَ بأكمله في تحديد مكان أَخْآب، لكن سهمًا واحدًا، أُطلقه جندي غَيْرَ مُتَعَمِّدٍ من قَوْسِهِ، كان يعرف مكان أخْآب، وهكذا تغيَّر مسار المعركة. وبلا أدنى شك، وجَّه الرب يد الرَجُل بحيث يُصوّب السهم إلى المكان الصحيح بالضبط. كان أَخْآبُ مُغطى بالكامل بدروع وأتراس، من الحديد والنحاس، ولكن هناك دائما شقًا يمكن لسهم الله أن يجد طريقه من خلاله. إن كلمة الرب التي تجنبها أخْآبُ وتجاهلها، ها هي تتحقق الآن في الدينونة ضده. وأحد الأشياء الإيجابية التي يمكن أن تُقال عنه، إنه لم يكن جبانًا. كان قد قاد الجيش إلى المعركة، وانسحب بمجرد أن أدرك أنه مصابٌ، لكنه بقي في ساحة المعركة، مُتَّكِئًا في مَرْكَبَتِهِ، ودعونا نفترض أنه أراد الحفاظ على الروح المعنوية بين رجاله: «فَقَالَ لِمُدِيرِ مَرْكَبَتِهِ: رُدَّ يَدَكَ وَأَخْرِجْنِي مِنَ الْجَيْشِ لأَنِّي قَدْ جُرِحْتُ. وَاشْتَدَّ الْقِتَالُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، وَأُوقِفَ الْمَلِكُ فِي مَرْكَبَتِهِ مُقَابِلَ أَرَامَ»، ولكن جُرْحُهُ كان مُميتًا «وَمَاتَ عِنْدَ الْمَسَاءِ، وَجَرَى دَمُ الْجُرْحِ إِلَى حِضْنِ الْمَرْكَبَةِ» (ع ٣٤-٣٥). وعند غُرُوبِ الشَّمْسِ ارتفعت الصرخة بين صفوف الجيش المهزوم للانسحاب: «كُلُّ رَجُل إِلَى مَدِينَتِهِ، وَكُلُّ رَجُل إِلَى أَرْضِهِ» (ع ٣٦). وهكذا تحققت رؤية مِيخَا النبوية عن إسرائيل المُشتَّت على الجبال كخرافٍ لا راعي لها ولا قائد (ع ١٧). انتهى هذا اليوم المشؤوم بموت أَخْآب، وحمل جثمانه إلى السَّامرة، حيث دُفن في نهاية المطاف (ع ٣٧). تحققت نبوءات النبي مجهول الاسم (١مل ٢٠: ٤٢)، وإِيلِيَّا (٢١.١٩)، فقد «غُسِلَتِ الْمَرْكَبَةُ فِي بِرْكَةِ السَّامِرَةِ فَلَحَسَتِ الْكِلاَبُ دَمَهُ، وَغَسَلُوا سِلاَحَهُ. حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ» (ع ٣٨). ويُسارع بعض النقاد إلى الإشارة إلى التناقض الواضح مع نبوة إِيلِيَّا، لأن نَابُوتَ الْيَزْرَعِيلِيَّ رُجّمَ بِحِجَارَةٍ خارج مدينة يَزْرَعِيلَ (١مل ٢١)، في حين أن مَرْكَبَة أَخْآب غُسِلَت في بِرْكَةِ السَّامرة، فَلَحَسَتِ الْكِلاَبُ دَمَهُ هناك. أحد التفسيرات المحتملة هو أن النبوة المُحدَّدة بموت أَخْآب قد وجدت إتمامها الكامل في أيام ابنه يَهُورَام (يُورَامَ) بْنِ أَخْآبَ، فقد «كَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى إِيلِيَّا التِّشْبِيِّ قَائِلاً: هَلْ رَأَيْتَ كَيْفَ اتَّضَعَ أَخْآبُ أَمَامِي؟ فَمِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدِ اتَّضَعَ أَمَامِي لاَ أَجْلِبُ الشَّرَّ فِي أَيَّامِهِ، بَلْ فِي أَيَّامِ ابْنِهِ أَجْلِبُ الشَّرَّ عَلَى بَيْتِهِ» (١مل ٢١: ٢٩؛ ٢مل ٩: ٢٦). ويعتقد بعض الشراح أنه من الممكن تصور أن بِرْكَةِ السَّامِرَةِ كانت تقع في يَزْرَعِيلَ. واقترح آخرون أن النبوة قد تحققت بمعنى أن دم أَخْآب قد لَحَسَتهُ الكلاب في نفس نوع المكان؛ أي خارج أسوار المدينة، مثل المكان الذي تم فيه لَحَسْ دَمَ نَابُوتَ الْيَزْرَعِيلِيَّ (١مل ٢١ ١٩). وبالنظر إلى عدم وجود تناقضات في الكتاب المقدس، فإن التفسيرين الأولين هما الأكثر احتمالاً. وأيًا كان التفسير الصحيح، يؤكد الوحي أن كل ما حدث كان «حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ» (ع ٣٨). كان من المناسب بشكل خاص أن يختلط دَم أَخْآب بمياه بِرْكَةِ السَّامِرَةِ، حيث كانت النساء الزانيات يغتسلن في المساء. كتب ”كيل“: ”حقيقة أن الكلاب لَحَسَت دَم أَخْآب، وكانت البغْايَا يغتسلن في هذه البِرْكَةِ، فإنه عندما تمَّ غسل الْمَرْكَبَة المُلطخة بدماء أَخْآب، يتم ذكر الأمر كعلامة على الازدراء المخزي الذي وُضِعَ على رأسه بعد موته“. ويقترح ”لانج”: ”ربما كانت هؤلاء النساء بغْايَا يخدمن في هيكل البَعْل، وهكذا لم تلْحَس الكلاب دَم أَخْآب فحسب، بل كانت هذه الكلاب على احتكاك وتلامس بأشخاص نجسين، وبنساء يسلكن بالْعَهَرِ، في خدمة الْبَعْل وَعَشْتَارُوث؛ علامة مزدوجة على خراب أَخْآب المُخزي المُتنبأ به عليه“. من الواضح أن سفر الملوك الأول لم يهتم بذكر إنجازات أَخْآبَ الأخرى خلال فترة حكمه الكارثية. وهكذا فإن «بَقِيَّةُ أُمُورِ أَخْآبَ وَكُلُّ مَا فَعَلَ، وَبَيْتُ الْعَاجِ الَّذِي بَنَاهُ، وَكُلُّ الْمُدُنِ الَّتِي بَنَاهَا، أَمَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ؟» (ع ٣٩). والواقع أن كل إنجازاته تتضاءل إلى لا شيء في ضوء الخراب الذي جلبه على إسرائيل. كان المقياس الحقيقي لنجاح عهد الملك يعتمد على الأهمية التي يوليها لطاعة كلمة الرب. وطالما الأمر كذلك، فإن فشل أَخْآبَ كان ذريعًا. ولاحقًا أثبت أَخَزْيَا ابنه، الذي خلفه على عرش إسرائيل، أنه ليس أفضل من أبيه (ع ٤٠). (٦) التمسك بكلمة الرب، والمساومة عليها – ردود أفعال متناقضة (ع ٤١-٥٠): في ختام سفر الملوك الأول، يذكر الوحي تاريخًا مُوجزًا لمُلك يَهُوشَافَاط مَلِكُ يَهُوذَا، الذي كان في الخامسة والثلاثين من عمره عندما بدأ الحكم في السنة الرابعة لأَخْآبَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ (ع ٤١، ٤٢). واستمر على العرش – في أورشليم - لمدة خمسة وعشرين سنة، وكان ابن آسَا مَلِكُ يَهُوذَا، وَاسْمُ أُمِّهِ عَزُوبَةُ بِنْتُ شَلْحِي (ع ٤٢). وقد لوحظ بالفعل في التعليق في بداية هذا الأصحاح أنه كان في الأساس ملكًا تقيًّا. فأولاً، تعلَّم جيدًا من أبيه التقي، واتبع مثاله: «سَارَ فِي كُلِّ طَرِيقِ آسَا أَبِيهِ. لَمْ يَحِدْ عَنْهَا، إِذْ عَمِلَ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ» (ع ٤٣). والأمر الثاني أن «بَقِيَّةُ الْمَأْبُونِينَ الَّذِينَ بَقُوا فِي أَيَّامِ آسَا أَبِيهِ أَبَادَهُمْ مِنَ الأَرْضِ» (ع ٤٦). لقد أدرك أن هذا الأمر كان إهانة للرب، ومُنهى عنه في كلمته. ورغم ذلك كانت هناك تناقضات في حياة يَهُوشَافَاط، شوَّهت شهادته: فأولاً «الْمُرْتَفَعَاتِ لَمْ تُنْتَزِعْ، بَلْ كَانَ الشَّعْبُ لاَ يَزَالُ يَذْبَحُ وَيُوقِدُ عَلَى الْمُرْتَفَعَاتِ» (ع ٤٣). وفي شرح الأصحاح الثالث، سبق وأن ذكرنا أن هذه الْمُرْتَفَعَات أُقيمت، في أورشليم، قبل أيام سليمان، لأَنَّ «الشَّعْبَ كَانُوا يَذْبَحُونَ فِي الْمُرْتَفَعَاتِ، لأَنَّهُ لَمْ يُبْنَ بَيْتٌ لاسْمِ الرَّبِّ إِلَى تِلْكَ الأَيَّامِ» (١مل ٢: ٢). وأماكن العبادة هذه، بالإضافة إلى المذابح المُصاحبة لها، غالبًا ما كانت تُبنى على تلال مرتفعة، وتسبَّبت في إدخال وتشجيع ممارسات جديدة متنوعة. وكانت - بطبيعة الحال - مُتميزة عن المرتفعات التي تخص عبادة البَعْل الوثنية. ولكنها هي أيضًا كانت مُخالفة لكلمة الله (لا ١٧: ١-٥: تث ١٢: ١٣، ١٤)، وكان يجب إزالتها بالكامل. وبالرغم من ذلك فحتى الملوك الأتقياء – بما فيهم يَهُوشَافَاط - فشلوا في إزالتها. وهذا يؤكد أنه بمجرد أن تتأصل الممارسات غير الكتابية، فغالبًا ما يكون من الصعب، حتى على أكثر الناس تقوى، استئصالها. أما ثانيًا فقد «صَالَحَ يَهُوشَافَاطُ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ» (ع ٤٤). ولا يُعلق الوحي على ذلك، ولكن ذُكِرَ في بداية التعليق على هذا الأصحاح أن هذا الصلح قد تأسس بطريقة خاطئة من خلال الموافقة على زواج ابنه يَهُورَام من عَثَلْيَا ابنة أَخْآب. وقد تبين أن هذه المصاهرة كانت ستُكلّفه حياته، لو لم يكن الرب مسيطرًا. ولم يكن أبيه آسَا قد قدَّم له مثالاً يُحتذى فيما يتعلق بالتحالفات غير الحكيمة، لأنه دخل بحماقة في تحالف مع بَنْهَدَدَ مَلِكِ أَرَامَ ضد بَعْشَا مَلِكُ إِسْرَائِيلَ (٢أخ ١٦: ١-١٠)، ولكن هذا بالتأكيد لا يُبرِّر تصرفه. يقترح ”كيل“ أن هذا الصلح المُشار إليه (ع ٤٤)، قد ينطبق أيضًا على كل ملوك إسرائيل الآخرين، الذين كانوا معاصرين ليَهُوشَافَاط. وإذا كان هذا هو الحال، لكن يجب أن يكون التركيز الأساسي في هذا السياق على أَخْآب. ثالثًا: لم يتعلَّم يَهُوشَافَاطُ من خبراته وتجاربه مع أَخْآب. كانت قوة مملكة أَدُومَ المجاورة في تراجع في ذلك الوقت؛ وَفِي زَمَانِهِ لَمْ يَكُنْ مَلِكٌ عَلَى أَدُومَ، بَلْ تَوَلَّى الْحُكْمَ وَكِيلٌ لِلْمَلِكِ «لَمْ يَكُنْ فِي أَدُومَ مَلِكٌ. مَلَكَ وَكِيلٌ» (ع ٤٧). وقد أتاح له ذلك سهولة الوصول إلى عِصْيُونَ جَابِرَ على ساحل البحر الأحمر. وهكذا انتهز الفرصة للانخراط في مشروع لبناء السفن من شأنه - كما كان الحال في أيام سليمان - أن يُجلب ثروة كبيرة إلى المملكة: «وَعَمِلَ يَهُوشَافَاطُ سُفُنَ تَرْشِيشَ لِتَذْهَبَ إِلَى أُوفِيرَ لأَجْلِ الذَّهَبِ، فَلَمْ تَذْهَبْ، لأَنَّ السُّفُنَ تَكَسَّرَتْ فِي عِصْيُونَ جَابِرَ» (ع ٤٨). وقد لوحظ في التعليق على الأصحاح العاشر أن التعبير ”سُفُنَ تَرْشِيشَ“ (١مل ١٠: ٢٢)، ربما يُشير إلى طابع السفن؛ أي السفن التجارية الكبيرة، وليس إلى المكان الذي أبحرت إليه. وقد لوحظ تعليق ”لانج“: ”السفن التي اعتاد الفينيقيون الذهاب بها إلى تَرْشِيشَ البعيدة، كانت كبيرة جدًا وقوية، وربما كانت أكبر السفن التجارية المعروفة آنذاك. وفيما بعد أطلق الفينيقيون على السفن التجارية الكبيرة، اسم ”سُفُنَ تَرْشِيشَ“، وهكذا أصبح اسمًا عاديًا“. ربما كان مشروع يَهُوشَافَاط منطقيًا من الناحية الاقتصادية، لكنه كان محكومًا عليه بالفشل. وفي الواقع فالمشروع قد أُجهِض قبل أن يُولد «لأَنَّ السُّفُنَ تَكَسَّرَتْ فِي عِصْيُونَ جَابِرَ» (ع ٤٨). على الرغم من الوحي لا يذكر ذلك صراحة، إلا أن التصريح التالي يقودنا إلى الشك في أن أَخَزْيَا، ابْنُ أَخْآبَ الشرير، كان وراء الفشل؛ «حِينَئِذٍ قَالَ أَخَزْيَا بْنُ أَخْآبَ لِيَهُوشَافَاطَ: لِيَذهَبْ عَبِيدِي مَعَ عَبِيدِكَ فِي السُّفُنِ» (ع ٤٩). وفي الواقع، يكشف سفر الأخبار الثاني أن أَخَزْيَا كان شريكًا في المشروع منذ البداية، وهكذا نقرأ: «ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ اتَّحَدَ يَهُوشَافَاطُ مَلِكُ يَهُوذَا مَعَ أَخَزْيَا مَلِكِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي أَسَاءَ فِي عَمَلِهِ. فَاتَّحَدَ مَعَهُ فِي عَمَلِ سُفُنٍ تَسِيرُ إِلَى تَرْشِيشَ، فَعَمِلاَ السُّفُنَ فِي عِصْيُونَ جَابِرَ» (٢أخ ٢٠: ٣٥، ٣٦). وهكذا استحق يَهُوشَافَاطُ التوبيخ من أَلِيعَزَرُ بْنُ دُودَاوَاهُو النبي: «لأَنَّكَ اتَّحَدْتَ مَعَ أَخَزْيَا، قَدِ اقْتَحَمَ الرَّبُّ أَعْمَالَكَ. فَتَكَسَّرَتِ السُّفُنُ وَلَمْ تَسْتَطِعِ السَّيْرَ إِلَى تَرْشِيشَ» (٢أخ ٢٠: ٣٧). ويبدو أن أَخَزْيَا بْنُ أَخْآبَ أراد من يَهُوشَافَاطُ أن يقوما بمحاولة أخرى لإحياء المشروع، ولكن مع رجاله الأكثر ارتباطًا بالأمر، ولكن يَهُوشَافَاطُ أخذ رسالة أَلِيعَزَرُ النبي على محمل الجد، ورفض عرض أَخَزْيَا (ع ٤٩). وبطبيعة الحال كان من الأفضل لو أن يَهُوشَافَاطُ -من البداية - لم يرتبط إطلاقًا بأي نوع من العلاقات مع بيت أَخْآبَ. ولكن الواقع أن الوقت كان متأخرًا جدًا للتراجع عن مآسي الماضي. وهكذا انتهى مُلك يَهُوشَافَاط «وَاضْطَجَعَ يَهُوشَافَاطُ مَعَ آبَائِهِ، وَدُفِنَ مَعَ آبَائِهِ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ أَبِيهِ، فَمَلَكَ يَهُورَامُ ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ» (ع ٥٠). ويذكر الوحي أن «بَقِيَّةُ أُمُورِ يَهُوشَافَاطَ وَجَبَرُوتُهُ الَّذِي أَظْهَرَهُ، وَكَيْفَ حَارَبَ، أَمَاهِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ يَهُوذَا؟» (ع ٤٥). وفي الواقع اشتمل مُلكِهِ على العديد من التناقضات الغريبة. وكان من الممكن أن يكون أكثر إثمارًا لمجد الرب ولخير شعبه، لولا ضعفه وتساهله في السماح لابنه بالزواج من ابنة أَخْآبَ. وافتراضه الضمني أن الاختلافات بين العائلتين لن تكون عائقًا أمام اتحادهما، كان خطأ رهيبًا، وقاده إلى التنازل عن حقائق كلمة الله. ربما كان بعض غير المستنيرين، يعتبرون أنه كان إنجازًا جديرًا بالثناء، لمحاولة الجمع بين إسرائيل ويهوذا، لكنه جلب استياء الرب، وامتدت عواقب عمله إلى ما بعد حياته. وتقرير سفر الأخبار الثاني عن ابنه يَهُورَام ذو صلة وثيقة: «وَسَارَ (يَهُورَامُ بْنِ يَهُوشَافَاطَ) فِي طَرِيقِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ كَمَا فَعَلَ بَيْتُ أَخْآبَ، لأَنَّ بِنْتَ أَخْآبَ (عَثَلْيَا) كَانَتْ لَهُ امْرَأَةً. وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ» (٢أخ ٢١: ٦). بل وعن حفيده؛ أَخَزْيَا بْنِ يَهُورَامُ، يُسجِل الوحي أنه «اسْمُ أُمِّهِ عَثَلْيَا بِنْتُ عُمْرِي. وَهُوَ أَيْضًا سَلَكَ فِي طُرُقِ بَيْتِ أَخْآبَ لأَنَّ أُمَّهُ كَانَتْ تُشِيرُ عَلَيْهِ بِفِعْلِ الشَّرِّ. فَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ مِثْلَ بَيْتِ أَخْآبَ لأَنَّهُمْ كَانُوا لَهُ مُشِيرِينَ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِيهِ لإِبَادَتِهِ. فَسَلَكَ بِمَشُورَتِهِمْ وَذَهَبَ مَعَ يُهورَامَ بْنِ أَخْآبَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ لِمُحَارَبَةِ حَزَائِيلَ مَلِكِ أَرَامَ فِي رَامُوتِ جِلْعَادَ» (٢أخ ٢٢: ٢-٥). وهكذا يقف يَهُوشَافَاطُ كتحذير قوي للمؤمنين، في جميع الأجيال، من مخاطر التضحية بحقائق كلمة الله، في محاولة السعي للحصول على السلام والوئام مع غير المؤمنين! فلا يمكن تحقيق الوحدة الحقيقية إلا على أساس كلمة الله، وليس من خلال نير متخالف مع أولئك الذين لا يُطيعونها عمدًا. لم ينجح يَهُوشَافَاطُ أبدًا في رفع أَخْآبَ إلى مستوى روحي أعلى، بل على النقيض سحبه أَخْآبُ إلى مستواه المتردي. (٧) الاستمرار في رفض كلمة الرب (ع ٥١-٥٣): إذا كان هناك أي أمل في أن تتغير الأمور بمجرد غياب أَخْآب وإِيزَابَل من مملكة إسرائيل، فسرعان ما تبدد هذا الأمل! فقد مَلَكَ أَخَزْيَا بْنُ أَخْآبَ في السَّامرة في السنة السابعة عشرة من مُلك يَهُوشَافَاط، ومَلَكَ على إسرائيل سنتين فقط (ع ٥١). ولقد نسج على منوال المثال الرديء الذي تركه والداه الشريران، وورث تركة العبادة الكاذبة الذي أنشأها يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ. كان عليه أن يكون رجلاً تقيًا لكي يرتفع فوق كل هذا، ولكن كان هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة، فقد «عَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَسَارَ فِي طَرِيقِ أَبِيهِ وَطَرِيقِ أُمِّهِ، وَطَرِيقِ يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ الَّذِي جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ» (ع ٥٢). والشهادة الختامية عنه تصل بنا إلى خاتمة حزينة لسفر الملوك الأول: «وَعَبَدَ الْبَعْلَ وَسَجَدَ لَهُ وَأَغَاظَ الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ، حَسَبَ كُلِّ مَا فَعَلَ أَبُوهُ» (ع ٥٣). لقد بدأ سفر الملوك الأول بابن يترَّفع ويُمجِّد نفسه، ليحل محل الوريث الشرعي للعرش (١مل ١: ٥). وينتهي بابن يروج لعبادة الأصنام لتحل محل الرب. ومثل هذه الأعمال تستجلب غضب الرب، وتؤدي في النهاية إلى دينونته العادلة. إنها مسألة خطيرة أن تزيح الرب عن مركز التفوق والرفعة والأفضلية الذي يخصه وحده. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
موت المسيح وقيامته وعلاقتهما السرية بإنساننا الداخلي |
العطس والتنفس وعلاقتهما بالقدرة الجنسية |
أَدْمة |
مَحْلة المنسي |
مَحْلة بنت صلفحاد |