|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اِثْنَتَيْنِ سَأَلْتُ مِنْكَ فَلاَ تَمْنَعْهُمَا عَنِّي قَبْلَ أَنْ أَمُوتَ [ع 7]. أَبْعِدْ عَنِّي البَاطِلَ والكَذِبَ. لاَ تُعْطِنِي فَقْرًا وَلاَ غِنىً. اَطْعِمْنِي خُبْزَ فَرِيضَتِي [ع 8]. لِئَلاَّ أَشْبَعَ وَأَكْفُرَ وَأَقُولَ: "مَنْ هُوَ الرَبُّ؟" أَوْ لِئَلاَّ اَفْتَقِرَ وَأَسْرِقَ، وَاَتَّخِذَ اسْمَ إِلَهِي بَاطِلًا [ع 9]. ما يشتهيه الحكيم كل أيام حياته حتى لحظة انتقاله أن يتمتع بالله نفسه، فهو لا يطلب الغنى لئلا ينشغل قلبه به عن واهب الغنى، ولا يطلب الفقر لئلا بسبب احتياجه يخطئ بطريق أو آخر. بمعنى آخر ما يشغل الحكيم شركته مع القدوس، وليس الغنى ولا الفقر. يخشى المؤمن أن يصير مثل يشورون الذي قيل عنه: "فسمن يشورون ورفس. سمنت وغلظت واكتسيت شحمًا، فرفض الإله الذي عمله وغبي عن صخرة خلاصه" (تث 32: 15). إنما يود أن يقول عن الرسول بولس: "قد تعلمت أن أكون مكتفيًا بما أنا فيه... قد تدربت أن أشبع وأن أجوع، وأن أستفضل وأن أنقص" (في 4: 11-12). الله وحده يعلم ما يناسب كل إنسان، وما يسنده في خلاصه، فالبعض يتزكون بالأموال التي يهبهم الله إياها فيمارسون أعمال الحب والعطاء، والبعض يتزكون بالاحتياج وقبوله بشكر وفرح في الرب. لا يطلب أجور الغنى ولا الفقر، ليس لأنهما شريران، وإنما لكي لا يسيء استخدامهما، فإن الشر في تصرف الإنسان ونيته الشريرة وليس في الغنى، ولا في الفقر. * إن كان الغنى والفقر من عند الرب، فكيف يمكن للفقر أو الغنى أن يكون شريرًا؟ القديس يوحنا ذهبي الفم *ليحذر الفقير كما الغني، إذ توجد تجارب لرجل الفقر كما لرجل الثروة. وكما يقول الحكيم: "لا تعطني فقرًا ولا غنى". إنه يخبرك كيف يمكنك الحصول على هذه. ويكفي للإنسان أن يكون لديه من الكفاية، لأن الغني يميل إلى أن يثقل ذهنه بالاهتمامات والارتباك، تمامًا كما يملأ معدته بالأطعمة الدسمة. لهذا فإن الحكيم يطلب أن يكون له ما هو ضروري ومناسب... لتتجنب تجارب العالم، حتى لا ييأس الفقير، ولا يتشامخ الغني. القديس أمبروسيوس القديس باسيليوس الكبير القديس أغسطينوس |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|