|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أمانة الله في العهد القديم تُذكَر أمانة الله في العهد القديم مُتضمَّنة في اسم العهد الذي أُعلن لموسى من العُليقة «يهوه» (خر 13:3-15). وهذا الاسم لا يُعبِّر فقط عن وجود الله الذاتي وعدم تغيُّره باعتباره «الكائن»، بل كما توضح القرينة، تربط ذلك بمواعيده الكريمة للآباء. فهو أمين من جهة وعوده لهم، وكما كان مع الآباء، كذلك بنفس الأمانة والوفاء سيكون مع موسى وبني إسرائيل. وهذا ما ذكره موسى بعد ذلك قائلاً: «مِنْ مَحَبَّةِ الرَّبِّ إِيَّاكُمْ، وَحِفْظِهِ القَسَمَ الذِي أَقْسَمَ لآِبَائِكُمْ أَخْرَجَكُمُ الرَّبُّ بِيَدٍ شَدِيدَةٍ وَفَدَاكُمْ ... فَاعْلمْ أَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ اللهُ، الإِلهُ الأَمِينُ، الحَافِظُ العَهْدَ وَالإِحْسَانَ لِلذِينَ يُحِبُّونَهُ وَيَحْفَظُونَ وَصَايَاهُ إِلى أَلفِ جِيلٍ» (تث 7: 8، 9). ويتغنى داود قائلاً: «يَا رَبُّ فِي السَّمَاوَاتِ رَحْمَتُكَ، أَمَانَتُكَ إِلَى الْغَمَامِ» (مز36: 5). أي لا يمكن استقصاؤها. كذلك فإن أمانة الله وعدم تغيُّره تتضمَّنها الآيات التي تتكلَّم عن الله «كالصخر»، باعتباره الأساس الأكيد المضمون للاتكال عليه. ففي نشيد موسى يقول: «هُوَ الصَّخْرُ الكَامِلُ صَنِيعُهُ. إِنَّ جَمِيعَ سُبُلِهِ عَدْلٌ. إِلهُ أَمَانَةٍ لا جَوْرَ فِيهِ. صِدِّيقٌ وَعَادِلٌ هُوَ» (تث32: 4). وقالت عنه حنَّة في ترنيمتها: «لَيْسَ صَخْرَةٌ مِثْلَ إِلَهِنَا» (1صم 2:2). والصخر يتكلَّم عن الثبات والقوة والأمان. «هَلْ ... يُزَحْزَحُ الصَّخْرُ مِنْ مَكَانِهِ؟» (أي18: 4). وهذه أمانة الله الثابتة عبر كل الدهور، رغم تغيُّر الإنسان وتغيُّر الأزمان. كذلك كلمة «أمين» مُشتقة من “الأمان”، وتُشبَّه بشخصٍ قوي يُدعِّم ويحمي شخصًا آخر يتَّسم بالضعف مثل الطفل ويُحقِّق له الأمان. «كَمَا يَحْمِلُ المُرَبِّي الرَّضِيعَ» (عد11: 12)، «كَيْفَ حَمَلكَ الرَّبُّ إِلهُكَ كَمَا يَحْمِلُ الإِنْسَانُ ابْنَهُ فِي كُلِّ الطَّرِيقِ» (تث1: 31). وأيضًا يُشار إلى “البيت الأمين” (الراسخ) الذي لا يتزعزع «أَبْنِي لَهُ بَيْتًا أَمِينًا» (1صم2: 35)، «لأَنَّ الرَّبَّ يَصْنَعُ لِسَيِّدِي بَيْتًا أَمِينًا» (1صم25: 28). ويتغنَّى إيثان الأزراحي بمراحم الرب وأمانته فيقول: «يَا رَبُّ إِلَهَ الْجُنُودِ، مَنْ مِثْلُكَ؟ قَوِيٌّ، رَبٌّ، وَحَقُّكَ (أمانتك) مِنْ حَوْلِكَ ... الرَّحْمَةُ وَالأَمَانَةُ تَتَقَدَّمَانِ أَمَامَ وَجْهِكَ ... أَمَّا رَحْمَتِي فَلاَ أَنْزِعُهَا عَنْهُ، وَلاَ أَكْذِبُ مِنْ جِهَةِ أَمَانَتِي. لاَ أَنْقُضُ عَهْدِي وَلاَ أُغَيِّرُ مَا خَرَجَ مِنْ شَفَتَيَّ ... وَالشَّاهِدُ فِي السَّمَاءِ أَمِينٌ» (مز 89). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|