|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف يمكنني التعامل مع الحب من طرف واحد الحب من طرف واحد هو موضوع العديد من الروايات والبرامج التلفزيونية والأفلام، ويختبر معظم الناس الحب من طرف واحد مرة أو اثنتين في حياتهم. قد يبدأ الحب من طرف واحد كافتتان طفولي في الصغر، ولكن بحلول مرحلة البلوغ المبكرة، قد تكون هذه المشاعر قوية وغامرة، وقد تؤدي إلى فسخ علاقات الخطوبة أو الخيانة الزوجية والاكتئاب. لا يستثنى المؤمنون من اختبار الحب من طرف واحد، فكيف يجدر بنا أن نتجاوب عندما يحدث ذلك؟ بادئ ذي بدء، علينا أن نفهم أن الحب من طرف واحد هو خسارة. نحن بحاجة إلى قبول حقيقة شعورنا بالحزن عندما نحب شخصًا لا يحبنا. الحزن عاطفة قوية، لكنه جزء ضروري من شفاء القلب الجريح. هناك خسائر تجلب ألمًا شخصيًا هائلاً، تضخمها حقيقة أننا لا نشعر دائمًا بالراحة عند الحديث عنها. الذين يحزنون على وفاة أحد أفراد أسرتهم عادة ما يكونون محاطين ومدعومين من قبل الأصدقاء والعائلة المتعاطفين. يمكنهم مناقشة خسارتهم بصراحة وإيجاد التعاطف. ولكن عندما تكون خسارتنا شخصية، مثل الإجهاض أو الفشل الأخلاقي أو المحبة غير المتبادلة، فإننا غالبًا ما نحزن وحدنا. الحزن على الحب من طرف واحد يشبه الحزن على فقدان الجنين. اذ نحزن على ما كان يمكن أن يكون. ونجبر على التخلي عن حلم جميل لن يصبح حقيقة. ونحزن أيضًا على مشاعر الرفض وعدم الاستحقاق التي تأتي مع الحب من طرف واحد. يستغرق شفاء القلب المكسور وقتًا، تمامًا مثل الشفاء من إصابة جسدية. لكن في النهاية يمكننا أن نتصالح مع حقيقة أن الأشياء لن تكون أبدًا كما أردناها. بمجرد أن يهدأ الحزن الأولي، يمكننا مواصلة الشفاء بتحويل حزننا إلى شكر. هناك سبب لعدم مبادلة الشخص الآخر محبتنا له، لذلك يمكننا أن نشكر الرب من أجل حمايته لنا من ارتباط غير مناسب. من الواضح أن العلاقة لم يكن من المفترض أن تكون، لذا يمكننا تحويل القلب الثقيل إلى قلب ممتن من خلال إدراك أننا مُنعنا من ارتكاب خطأ كبير. يجب علينا أن نشكر في كل موقف، ليس لأن الله يحتاج إلى شكرنا ولكن لأننا بحاجة إلى تقديم الشكر (تسالونيكي الأولى 5: 18). الشكر، حتى عندما نتألم، يجعل قلوبنا في علاقة صحيحة مع الله. ويذكرنا أن الله لا يزال في السلطة ولديه خطة (راجع إشعياء 46: 9-11). يجب أن نكون حذرين حتى لا نحول الحب من طرف واحد إلى اعلان حول قيمتنا كأشخاص. مشاعر الرفض طبيعية، لكن لا يمكننا أن نعيش فيها. في حين تكون مشاعر الحزن وخيبة الأمل صحية ومؤقتة، إلا أن الشيطان يرغب في أن يصبح تقليل قيمة الذات هو هويتنا الجديدة. فيقول لنا أنه نظرًا لكون هذا الشخص لم يحبنا، فلن يحبنا أحد؛ نحن، في الواقع، غير محبوبين. وسيشير الشيطان إلى العديد من "البراهين" على عدم استحقاقنا. نحن بحاجة إلى التعرف على تكتيكاته ورفض أكاذيبه عمدًا (كورنثوس الثانية 10: 5). يمكننا استبدال أكاذيب الشيطان بالحق الالهي. قد يكون من المفيد طباعة مثل هذه الحقائق ووضعها حيت نراها دائمًا: • أحبني الله لدرجة أنه بذل ابنه من أجلي (يوحنا 3: 16). • الله هو من يعمل فيّ، ويشكلني بالطريقة التي يريدني أن أكون عليها (فيلبي 2: 13). • كل الأشياء (حتى هذا) ستعمل معًا للخير إذا أحببت الله وأردت هدفه في حياتي (رومية 8: 28). • الله قريب مني عندما أتألم وهو الآن يشفي قلبي (مزمور 34: 18). • سوف يلبي الله جميع احتياجاتي، حتى الاحتياج للحب، لذلك أنا أثق به من هذا الأمر (فيلبي 4: 19). الأهم من ذلك، نحن بحاجة إلى المضي قدمًا. يترك الحب من طرف واحد لدغة تدوم لفترة، لكننا لسنا بحاجة إلى الاستمرار في التفكير فيه. نقول له وداعًا ثم نضع أنظارنا على كل ما لدى الله لنا في المستقبل. سيكون هناك حب آخر، وفرص أخرى، وأشخاص آخرين لا نعرف شيئًا عنهم الآن. ستكون هناك تقلبات ومفاجآت وأفراح، وعلينا أن نجهز قلوبنا لاستقبالها جميعًا. يمكن أن يكون ما جاء في رسالة فيلبي 3: 13-14 شعارًا للذين يتعافون من الحب من طرف واحد: "أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ، أَسْعَى نَحْوَ ٱلْغَرَضِ لِأَجْلِ جَعَالَةِ دَعْوَةِ ٱللهِ ٱلْعُلْيَا فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ". |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|