|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البراهين الكتابية على تاريخية آدَم وباقي شخصيات وأحداث تكوين ١–١١ سنتعرض في هذه النقطة إلى عدة شهادات من العهد القديم والجديد عن تاريخية هذه النصوص من تكوين ١-١١ وعلى سبيل المثال لا الحصر: أولاً: شهادة العهد القديم سلاسل المواليد الموجودة في تكوين ٥؛ ١أخبار الأيام ١: ١-١٨ تشير إلى الأسماء والأعمار بالسنين، فلا يمكن أن يرد في سلسلة المواليد إلا كل ما هو شخصية تاريخية حقيقية وليس شخصية رمزية. ثانيًا: شهادة المسيح بفمه في الأناجيل: عندما قال المسيح عن الزواج والطلاق «أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَرًا وَأُنْثَى؟ وَقَالَ: مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا» (مت١٩: ٤، ٥)، واقتبس المسيح من تكوين ٢: ٢٤. فهل كان يقتبس من قصة رمزية أم حقيقية؟ من المؤكَّد أن الرب أرجع سامعيه إلى نص كتابي ثابت، وإلى حادثة تاريخية واقعية. عندما قال المسيح عن خطية اليهود التراكمية في قتل الأنبياء «لكَيْ يُطْلَبَ مِنْ هذَا الْجِيلِ دَمُ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ الْمُهْرَقُ مُنْذُ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ، مِنْ دَمِ هَابِيلَ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا الَّذِي أُهْلِكَ بَيْنَ الْمَذْبَحِ وَالْبَيْتِ. نَعَمْ، أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يُطْلَبُ مِنْ هذَا الْجِيلِ» (لو١١: ٥٠، ٥١)، وأشار المسيح الى حادثة قتل هابيل. فهل كان الرب يُشير الى قصة رمزية؟ إطلاقًا، فكيف يعاقَب الناس على جريمة رمزية؟! قتل هابيل كان حقيقيًا كما ورد في تكوين ٤. عندما تكلَّم المسيح عن عدم اكتراث الناس بمجيء ابن الإنسان، ذكَّر سامعيه بقصة نوح والطوفان، فقال: «وَكَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوحٍ كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. لأَنَّهُ كَمَا كَانُوا فِي الأَيَّامِ الَّتِي قَبْلَ الطُّوفَانِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَتَزَوَّجُونَ وَيُزَوِّجُونَ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ نُوحٌ الْفُلْكَ، وَلَمْ يَعْلَمُوا حَتَّى جَاءَ الطُّوفَانُ وَأَخَذَ الْجَمِيعَ، كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ» (مت٢٤: ٣٧-٤٠). هل استشهد المسيح بقصة رمزية لم تحدث؟ كلا فَسَيِّدي كان يُشير إلى حادثة حقيقية تاريخية حدثت في الماضي، ليُبرهن بها على قرب حدوث حادثة حقيقية ستحدث في المستقبل، مستخدِمًا أسلوب القياس في الحجة والمنطق. ثالثاً: شهادة الرسول بولس وباقي كتبة العهد الجديد: رومية ٥: ١٢ «مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ». فهل يُعقَل منطقيًا أن ينتقل الموت الحقيقي التاريخي الملحوظ والمُختبَر من الجميع، إلى جميع الناس، من شخصية رمزية؟! رومية ٥: ١٤ «لَكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ (الحقيقي وليس الرمزي) إِلَى مُوسَى (الحقيقي وليس الرمزي) وَذَلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ الَّذِي هُوَ مِثَالُ الآتِي». فهل يُعقل أن يستخدم الوحي شخصيتان في تقديم حجة أحداهما رمزية كآدَم والأخرى حقيقية كموسى؟ فلو كان آدَم رمزيًا لكان موسى رمزيًا، وإن كان موسى حقيقيًا فبالضرورة يكون آدَم حقيقيًا، وهذا هو إعمال العقل والمنطق المستنير بنور الإعلان الإلهي. ١ كورنثوس ١٥: ٤٥ «هَكَذَا مَكْتُوبٌ أَيْضًا: صَارَ آدَمُ الإِنْسَانُ الأَوَّلُ نَفْسًا حَيَّةً وَآدَمُ الأَخِيرُ رُوحًا مُحْيِيًا». أشار الرسول بولس إلى المكتوب. أي نص كتابي هذا المشار إليه بالمكتوب؟ إنه تكوين ٢: ٧ «وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ، وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً». فهل يُعقَل أن يُقَارِن بولس المسيح ”آدَم الأخير“ الحقيقي بآدَم الرمزي؟ فلو كان آدَم رمزيًا لما سُمي بالأول والمسيح بآدَم الاخير. وبما أن المسيح الشخصية الحقيقية والتاريخية هو آدَم الأخير، فبكل تأكيد كانت شخصية آدَم الأول شخصية حقيقية وتاريخية، وليست رمزية. ٢ كورنثوس ١١: ٣ «وَلَكِنَّنِي أَخَافُ أَنَّهُ كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا، هَكَذَا تُفْسَدُ أَذْهَانُكُمْ عَنِ الْبَسَاطَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ». الرسول بولس يُدلّل على خداع الحية (الشيطان)، من خلال الإشارة إلى تاريخه السابق في حادثة سقوط تاريخية حقيقية حدثت. فلو كانت حواء وخداع الشيطان لها رمزيًا ما استخدمه بولس كدليل على تاريخ الشيطان وخداعه. ١ تيموثاوس ٢: ١٣، ١٤ «لأَنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلاً ثُمَّ حَوَّاءُ، وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي». في سياق كلام الرسول بولس عن وجوب قيادة الرجال للعبادة في كنيسة الله، أرجع السبب لا إلى الثقافة الجغرافية للكنيسة المحلية، وإنما للترتيب في الخلق وسهولة التجاوب مع الإغواء، مُشيرًا إلى حادثة تاريخية حقيقية وهي خلق آدَم وحواء، وإغواء الحية لحواء، فكيف يمكن أن يكون هذا رمزًا؟! عبرانيين ١١: ٤ «بِالإِيمَانِ قَدَّمَ هَابِيلُ لِلَّهِ ذَبِيحَةً أَفْضَلَ مِنْ قَايِينَ، فَبِهِ شُهِدَ لَهُ أَنَّهُ بَارٌّ، إِذْ شَهِدَ اللهُ لِقَرَابِينِهِ». فهل مَن قدَّم ذبيحة هو شخصية رمزية، وابن شخصية رمزية؟ ١ يوحنا ٣: ١٢ «لَيْسَ كَمَا كَانَ قَايِينُ مِنَ الشِّرِّيرِ وَذَبَحَ أَخَاهُ. وَلِمَاذَا ذَبَحَهُ؟ لأَنَّ أَعْمَالَهُ كَانَتْ شِرِّيرَةً، وَأَعْمَالَ أَخِيهِ بَارَّةٌ». فهل مَن ذبح أخاه هو قايين الرمزي ابن آدَم الرمزي؟ يهوذا ١: ١١، ١٤، ١٥ «وَيْلٌ لَهُمْ لأَنَّهُمْ سَلَكُوا طَرِيقَ قَايِينَ، وَانْصَبُّوا إِلَى ضَلاَلَةِ بَلْعَامَ لأَجْلِ أُجْرَةٍ، وَهَلَكُوا فِي مُشَاجَرَةِ قُورَحَ ... وَتَنَبَّأَ عَنْ هَؤُلاَءِ أَيْضاً أَخْنُوخُ السَّابِعُ مِنْ آدَمَ قَائِلاً: هُوَذَا قَدْ جَاءَ الرَّبُّ فِي رَبَوَاتِ قِدِّيسِيهِ لِيَصْنَعَ دَيْنُونَةً عَلَى الْجَمِيعِ، وَيُعَاقِبَ جَمِيعَ فُجَّارِهِمْ عَلَى جَمِيعِ أَعْمَالِ فُجُورِهِمُ الَّتِي فَجَرُوا بِهَا، وَعَلَى جَمِيعِ الْكَلِمَاتِ الصَّعْبَةِ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا عَلَيْهِ خُطَاةٌ فُجَّارٌ». فهل قصة قورح وبَلعَام كانتا رمزيتان حتى يكون طريق قايين رمزيًا ايضًا؟ أم أن الرسول يهوذا يُحذر مِن شخصيات تاريخية أنشأت مدارس فكرية؟ ليتنا نعود من جديد إلى احترام الكتاب ورب الكتاب. فمن لا يصدِّق الله فقد جعله كاذبًا. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|