|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَقَالَ لِي:«تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ». فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ. (2كو9:12 ) +++ تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي “فقال لي: تكفيك نعمتي، لأن قوتي في الضعف تكمل، فبكل سرور افتخر بالحري في ضعفاتي، لكي تحل عليّ قوة المسيح” [9]. أدرك الرسول بولس أن ما حلَ بجسده من ضعفات لم يكن بالأمر الطبيعي، وليس بلا هدف، وإنما سمح به اللَّه لهدف أسمى. v أراد بولس أن يظهر أن ألمه لم يكن أمرًا طبيعيًا صدر عن الجسد، وإنما جاء عن قصد من اللَّه لهدف أعلى. ثيؤدورت أسقف قورش v تواضع كهذا يزيل الضعف. القديس أمبروسيوس اللَّه هو الذي سمح له بالتجربة، لكنه مع التجربة يعطيه نعمة لكي تسنده ويتمجد اللَّه في ضعفه، حيث تتجلى قوة المسيح فيه، ولا يقدر الأعداء أن يحطموه. كلما كانت التجربة عنيفة تجلت بالأكثر قوة المسيح وتمجد اللَّه فيه. “لكي تحل عليّ قوة المسيح”، تحل عليِّ Episkeenoosee، أي تظلل عليَّ كخيمة أو خيمة اجتماع حيث أتمتع بسكنى المسيح معي، وأجد حمايتي وراحتي فيه. وهو نفس التعبير المستخدم في يوحنا ظ،ظ¤:ظ، “وحلّ بيننا … مملوء نعمة وحقًا”. وعده السيد المسيح بأن يسكن فيه، ويهبه قوته، ويعطيه نعمة وحقًا، بهذا يشعر بالكفاية ولا يعاني من أي عوزٍ. يهبه الحماية والكرامة والمجد. لم ينزع عنه التجربة، ولا وعده بذلك، لكنه وهبه نعمته التي تهبه راحة وحماية ومجدًا. حيث يتمتع بإرادة مقدسة متناغمة مع إرادة المسيح، تدخل به إلى الاستنارة وإدراك خطة اللَّه من جهته، كما تهبه امكانيات إلهية تعمل فيه لكي يبلغ إلى الكمال في المسيح يسوع. v أخبر اللَّه بولس أنه يكفيه أن يقدر أن يقيم الميت ويشفي الأعمى ويطهر البرص ويصنع عجائب أخرى. إنه ليس في حاجة إلى الاستثناء من الخطر والمخاوف وأن يتمم الكرازة بدون التعرض لأي شكل من العقبات. حقًا إذ حلت هذه المتاعب ظهرت قوة اللَّه للخلاص، وانتصر الإنجيل بالرغم من الاضطهادات. كلما كثرت المتاعب ازدادت النعمة. v إذ يكتب: “فبكل سرور افتخر بالحري في ضعفاتي” … هذا في ذاته دليل عن مدى عظمة هذه القيود عنده… القديس يوحنا الذهبي الفم v الاحتمال شيء والفرح أمر مختلف تمامًا. فإن الشخص غالبًا ما يحتمل هجمات التجارب، لكنه يفعل ذلك في ألم وضيق. أما الشخص الذي يفرح، فهو من الجانب الآخر يعلن سعادته عاليًا. هكذا يعلن الطوباي بولس، أعظم مفسر للبلاغة المقدسة، “أسرُّ بالضعفات والشتائم والضرورات والاضطهادات والضيقات لأجل المسيح“. إنه لا يقول: “إني أحمل أو أحتمل”، بل “أنا أسرُّ“، الأمر الذي يشير إلى عظمة مسرته. في موضع آخر يقول: “إني افرح بآلامي لأجل المسيح”. الأب ثيؤدورت أسقف قورش |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|