مرارة الكأس المرتقبة أعمق حزن.
دخل الرب بستان جثسيماني وجثا مُصلياً، وهو عالِم هول الصليب وحوادثه، فاصطرع في كيانه ضدان قاسيان: إنه الابن الحبيب، منفرداً في سرور الآب ورضاه، قدوس منزه عن شبه الشر، كمال الجمال وجمال الكمال، نقاء الصفاء وصفاء النقاء؛ سيصل الجلجثة، ويتجرع كأس غضب الله العادل بسبب شرور البشرية جميعها، يتجرعها حتى الثمالة.
فكيف تجتمع القداسة والخطيئة معاً؟!
البراءة والمذنوبية؟!
لذا عصر الحزن نفسه حتى الموت، وسحق الألم قلبه حتى الذوبان؛ ومع أنه توسل لتعبر الكأس عنه، سلّم لإرادة الآب، ومضى.