منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 11 - 2024, 01:27 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

فماذا قدّم الجنب المفتوح وبماذا أجاب القلب الطعين


أخيراً..

هدأ السيف الملتهب، وعاد إلى غمده، بعد أن انطفأ لهيبه في جسم الذبيحة الطاهرة... وانقشعت غيوم الدينونة الداكنة، بعد أن سكبت سيولها على رأس الفادي الكريم.

ودوَت صرخة المُحب العظيم من فوق الصليب مستودعاً روحه في يد أبيه، فلقد أكمل كل شيء، وأنهى كل العمل... أعظم عمل.

والآن،

جاء دور العدل الإلهي ليعلن للملأ صراحة استيفاء جميع مطاليبه، ويقدِّم شهادته عن كمال هذا المصلوب، فأعلن وشهد له بعلامة بل بعلامات؛ فحجاب الهيكل انشق من وسطه من أعلى إلى أسفل، والأرض تزلزلت، والقبور تفتحت، والصخور تشققت.

لكن،

ويا للعجب، فبينما كان الواقفون عند الصليب يرون ما يقدمه الله من براهين اكتفاء عدالته، رأوا أيضاً ما يقدمه الإنسان من براهين فساده وظلمه، قسوته وظلمته. فهناك، في الجلجثة ظهر بأجلى بيان عدل الله الدقيق وأيضاً ظهر بأجلى بيان ظلم الإنسان المُحيق.

كيف؟

بينما كانت الجبال ترتعد من أثر الأرض التي تزلزلت، والغبار يملأ الجو من أثر الصخور التي تشققت. وبينما كانت الظلمة التي اكتنفت كل الأرض تلملم وتسحب ثوبها الأسود الكثيف، جاء جنود الظلم.

لقد جاءوا ومعهم عُدتهم الثقيلة من سيوف وسكاكين وحراب، وابتدأوا في تكسير سيقان المصلوبين وهم أحياء!

مزقوا العضلات، وكسروا العظام، وقطعوا الشرايين، فانفجرت الدماء. هكذا فعلوا مع الأول والآخر المصلوبين مع المسيح... وعندما جاءوا للمصلوب الأوسط وجدوه أنه قد مات!

فانتابهم الغيظ، وملأهم الكمد، إذ قد ضاعت منهم الفرصة لإرواء عطشهم بمزيد من التعذيب والتنكيل والقتل وسفك الدماء.

إلاّ أن واحداً منهم، لم يستطع أن يكبح جماح شهيته لمزيد من الدماء، فاستل حربته وصوّبها بكل قسوة نحو جنب السيد، بعد أن مات، فاخترقته، اخترقت الجنب الذي حوى أعظم وأحن وأرق قلب، قلبٌ أحب الإنسان وعطف عليه... فانفتح الجنب الكريم.

فماذا قدّم الجنب المفتوح؟ وبماذا أجاب القلب الطعين؟

لقد خرج منه دمٌ وماء.

كان يوحنا الحبيب أحد شهود العيان لهذه الواقعة الرهيبة، إذ كان واقفاً عند الصليب مع آخرين، وعلى الرغم من كثرة ما شهده يوحنا من أحداث جسام حدثت في الجلجثة، إلا أنه توقف طويلاً عند هذه الحادثة بالذات فسجلها في الإنجيل بإسهاب، إذ يقول: «وأما يسوع فلما جاءوا إليه لم يكسروا ساقيه، لأنهم رأوه قد مات، لكن واحداً من العسكر طعن جنبه بحربة، وللوقت خرج دمٌ وماء» (يو19: 33،34). ثم يُعلن تأثره الشديد بها وأيضاً أهميتها لنا، فيقول مشدِّداً «والذي عاين شهد وشهادته حق، وهو يعلم أنه يقول الحق لتؤمنوا أنتم» (يو19: 35). ثم يشرح لنا شيئاً عن دقة وعظمة النبوات المختصة بها فيقول موضحاً «هذا كان ليتم الكتاب القائل: عظم لا يُكسر منه. وأيضاً يقول كتاب آخر: سينظرون إلى الذي طعنوه» (يو19: 36،37).

وبعد حوالي 60 سنة أو أكثر، ظلت فيها هذه الحادثة ماثلة أمام عينيه، تخلع قلبه من عالم الظلم والشر وتجعله غالباً للعالم لا مغلوباً منه، فكتب لأولاده مؤكداً «مَنْ هو الذي يغلب العالم إلا الذي يؤمن أن يسوع هو ابن الله، هذا هو الذي أتى بماء ودم، يسوع المسيح، لا بالماء فقط بل بالماء والدم» (1يو5: 5،6).
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الجنب المفتوح..
آلة جيبون لجراحة القلب المفتوح والرئة
ماذا تعرف عن جراحة القلب المفتوح ؟
اليد المثقوبة و الجنب المفتوح
أنجيل يوحنا - الجنب المفتوح


الساعة الآن 12:11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024