ما هي العلاقة بين غفران يسوع للخطايا والشفاء الجسدي في روايات الإنجيل
عندما نتفحص روايات الإنجيل، نرى علاقة قوية وحميمة بين غفران يسوع للخطايا وأعماله في الشفاء الجسدي. يكشف لنا هذا الارتباط الطبيعة الشاملة لرسالة المسيح الخلاصية - شفاء الجسد والروح معًا.
في العديد من قصص الإنجيل، نجد يسوع يعالج الاحتياجات الجسدية والروحية لأولئك الذين يأتون إليه. على سبيل المثال، في قصة الرجل المفلوج الذي أُنزل من السقف (مرقس ٢: ١-١٢)، يقول يسوع أولاً للرجل: "يا بني، مغفورة لك خطاياك". بعد هذا فقط يأمر الرجل بالقيام وحمل حصيرته والمشي. هذا التسلسل مهم جدًا، لأنه يُظهر لنا أن يسوع يعطي الأولوية للشفاء الروحي حتى وهو يهتم بالاحتياجات الجسدية (ماكبراين، 1994).
نرى هذا النمط يتكرر في قصص الشفاء الأخرى. عندما شفى يسوع المرأة التي كانت تعاني من مشكلة الدم، قال لها: "يا ابنتي، إيمانك قد شفاك" (مرقس 5: 34). هنا، يرتبط الشفاء الجسدي ارتباطًا وثيقًا بإيمان المرأة واستعادتها الروحية (ماكابرين، 1994).
تكشف لنا هذه الروايات أن يسوع يرى الإنسان كوحدة جسد وروح. إنه يفهم أن الأمراض الجسدية غالبًا ما يكون لها جذور روحية، وأن الشفاء الحقيقي يجب أن يعالج كلا البعدين من كياننا. كما يقول صاحب المزامير: "باركي الرب يا نفسي... الذي يغفر كل إثمك، الذي يشفي كل أمراضك" (مزمور 103: 2-3).
هذه القصص الشافية هي بمثابة علامات على سلطان يسوع الإلهي. عندما يغفر الخطايا ويشفي الأجساد، فإنه يُظهر سلطته على العالمين المنظور وغير المنظور. هذا هو السبب في رد فعل الكتبة بمثل هذه الصدمة عندما يغفر يسوع خطايا المفلوج - فهم يدركون أن الله وحده له سلطان غفران الخطايا (ماكبراين، 1994).
في هذا كله، نرى أن خدمة يسوع في الغفران والشفاء تمهد لحياة الكنيسة الأسرارية. فكما استخدم يسوع علامات جسدية (اللمس، الطين، البصاق) لإحداث حقائق روحية، كذلك تستخدم الكنيسة عناصر مادية (الماء، الزيت، الخبز، الخبز، الخمر) لنقل نعمة الله (الكنيسة، 2000).