القديس أمبروسيوس
وهو أسقف يخشى لئلا بعد أن صار مسيحيًا وسيم أسقفًا يهلك بإدانته لخاطئ ما، فيذكر دومًا ضعفاته ويضعها أمام عينيه، لا لييأس وإنما لكي يترفق بالخطاة. يقول:
[أنا أعلم أنني لم أكن مستحقًا أن أُدعى أسقفًا، لأني كرست حياتي للعالم، لكن بنعمتك صرت ما أنا عليه. وأنا بالحقيقة أقل كل الأساقفة، وأدناهم استحقاقًا. لا تسمح لذلك الذي كان ضائعًا قبل دعوته للكهنوت أن يضيع حينما صار كاهنًا.
أولًا هب لي أن أعرف كيف أبكي بكل وجداني الداخلي على الذين يخطئون. هذه أعظم فضيلة، إذ مكتوب: "لا تشمت ببني يهوذا يوم هلاكهم، ولا تفغر فمك يوم ضيقهم" (عو13). هب لي دومًا عندما أعرف خطية إنسانٍ ساقطٍ أن أتألم معه، ولا أوبخه بتشامخ، بل أحزن وأبكي، فببكائي على الغير أبكي على نفسي، قائلًا: "ثامار أبرّ مني" (تك 38: 26).]