التسرع في الغضب هو ثمرة طبيعة للكبرياء، حيث لا يحتمل المتكبر من يجرح مشاعره بإهانة، أو بما يبدو له من سلبٍ لحقوقه، فتلتهب فيه نيران الغضب، ويصعب عليه إخمادها، ويتحول الغضب إلى الخصومة وهياج. أما المتواضع فيشتاق إلى كسب كل نفسٍ مهما كانت التكلفة، وإن وجدت خصومة يقوم بتلطيفها خلال الكلام اللين.
عندما حمى غضب شاول الملك على داود حاول قتله، ولم يحتمل دفاع ابنه يوناثان عنه، حتى صوّب الرمح نحوه ليطعنه (1 صم 20: 33). صمم شاول على قتل داود، وعندما سقط شاول في يد داود لم يمسه بل قطع طرف جبة شاول، ولم يحتمل حتى ذلك إذ ضربه قلبه على ذلك. وفي لطف نادى وراء شاول، وخرَّ على وجهه إلى الأرض وسجد (1 صم 24: 8). وقال: "هوذا قد رأت عيناك اليوم هذا، كيف دفعك الرب اليوم ليدي في الكهف، وقيل لي أن أقتلك، ولكنني أشفقت عليك، وقلت لا أمد يدي إلى سيدي، لأنه مسيح الرب هو" (1 صم 24: 10). رفع شاول صوته وبكى، ثم قال لداود: "أنت أبرّ مني... الرب يجازيك خيرًا عما فعلته لي اليوم هذا".