|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في الهيكل: كانت المجامع قديمًا أماكن للصلاة وقراءة الشريعة وأقيمت في عصور تشتت اليهود، وتواجدت في كل مكان يعيشون فيه. وكان هناك عدد كبير منها في فلسطين. أما الهيكل فكان واحدًا فقط، فهو مركز العبادة والاجتماع، رمز وحدة إسرائيل. وكان رب الهيكل مزمعًا على زيارته فكيف يكون استقباله؟! في الماضي غطت السحابة خيمة الاجتماع، ثم هيكل سليمان، ولكنها تركته في عهد حزقيال، ولم تعد إليه أبدًا. ولكن من كانت السحابة إعلانًا عن حضوره كان سيدخل بشخصه الهيكل الذي يسميه ”بيت أبيه“. فماذا وجد؟ وفي طفولته المبكرة ِأُحضر الصبي يسوع إلى الهيكل حسب الناموس (لو2: 22-38) لكي يقدِّم أبواه ذبيحة، عن الأم لا عن الطفل، حسب لاويين 12. إلا أن فقر أبوي يسوع لم يسمح لهما إلا بتقديم فرخي حمام. فمن مسكن الناصرة المتواضع «افتقر وهو غني، لكي تستغنوا أنتم بفقره» (2كو8: 9). من الواضح أن أحدًا لم يلاحظ الطفل في الهيكل، ولم يعره أحد انتباهه، وهو ”ابن العلي“ والذي ”سيخلص شعبه من خطاياهم“ (لو1: 32؛ مت1: 21). لم يتقدم أحد إليه إلا شيخ، أتى بالروح، وأخذ الصبي على ذراعيه، وبارك الله وقال: «الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام، لأن عيني قد أبصرتا خلاصك». بارك سمعان الأبوين لا الطفل، لأنه كيف وهو الإنسان الفاني يبارك من سيكون «نور إعلان للأمم ومجدًا لشعبك إسرائيل»؟ وجاءت حنة النبية في ذلك الوقت تسبّح الرب، وتكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداء في أورشليم (قارن مع ملا3: 16). «ولما كانت له اثنتا عشر سنة» أخذه أبواه إلى أورشليم في عيد الفصح. وعند رجوعهما لم يعلما أن الصبي يسوع ليس معهما، إذ ظناه بين الرفقة أو بين الأقرباء. أما يسوع فكان في الهيكل جالسًا في وسط المعلّمين يسمعهم ويسألهم، وهو واعٍ تمامًا لألوهيته (ع49). لم يخرج قَط عن المرحلة التي تناسب سنه، فهو لم يكن يعلّمهم، وفي الوقت نفسه لم يكن في احتياج إلى التعلم منهم، فهو العالم بكل شيء دون أن يتباهى بذلك. كان كاملاً في كل مراحل نموه، فلم يتصرف كرجل وهو ما زال طفلاً. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|