|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سعادة الحكيم وشبعه يفتح سليمان الحكيم أمامنا باب الرجاء والتمتع بالسعادة الحقيقية والفرح والثراء والشبع الداخلي، الأمور التي لا يستطيع العالم أن ينزعها من أعماقنا إن سلكنا بروح الحكمة الحقيقية، أي برَّ المسيح. وفي نفس الوقت يحذرنا من الهلاك الذي يعده الخطاة لأنفسهم، إذ يختارون بكامل حرية إرادتهم الخطية التي تفصل الإنسان عن الله مصدر الحكمة والحياة والفرح والشبع، كما يرفضون التأديب الأبوي. هذا ويوضح الحكيم التزام الإنسان بالتعلم بروح التواضع سواء من والديه أو المشيرين الحكماء. بروح التواضع يشتهي أن يسلك الطريق الذي سبق فسلكه الآخرون في الرب. الابن الحكيم "اَلابْنُ الْحَكِيمُ يَقْبَلُ تَأْدِيبَ أَبِيهِ، وَالْمُسْتَهْزِئُ لاَ يَسْمَعُ انْتِهَارًا." [ع 1] يليق بالوالدين أن يُمثلا أبوة الله وأمومة الكنيسة المقدسة، يعلنان له منذ ولادته عن الحب الحقيقي الحكيم، فينشأ الطفل في جوٍ سماويٍ مفرحٍ، وينحني بروح الطاعة، ليغرف من الحكمة التي يعيشها الوالدان في الرب. هكذا يقبل الابن بروح الحكمة تصرفات الوالدين المملوءة حبًا حتى في حزمها وتأديبها له. الابن الحكيم بروح الشعور بالحاجة والامتنان يطلب الحكمة والعون، أما الابن الذي لا يسمع لوالديه، في استهزاء واستهتار، فيفقد بركات الحكمة. يسلك في تشامخ مستهينًا بالغير، رافضًا التأديب والتوبيخ. بروح الاعتداد بذاته يستخف بكلمات الحكماء. * يا أولادي، كل مَنْ يسمع التأديب ولا يقبله ولا يعمل به، فهو خاسر نفسه، ويُصبح معذَّب النفس دائمًا، لا يهدأ له سرٌّ أبدًا، ويصير غضوبًا حزينًا كئيبًا مهمومًا مغمومًا كثير الأفكار، تُطالبه نفسه بعمل الشر وبالكلام الرديء، لأنّ الأدب هو مثل طريق الملك التي عليها الحرّاس يحرسونها نهارًا وليلًا، فكل مَنْ يسلكها بالنهار أو بالليل يكون آمنًا على نفسه! أمّا الجهالة وقلة السمع والإعجاب بالنفس فهي طريقٌ وعرة غير مسلوكة، وكل مَنْ مشى فيها ضلّ وتعب وربما هلك، لأنّ موطن اللصوص هناك! وكل مَنْ مشى في الطريق المسلوكة واتفق أن عثر في أمرٍ أو عارضٍ كان عُذره مبسوطًا وعلاجه حاضرًا، أمّا مَنْ ترك عنه طريق الملك واختار أن يسير في الطريق الوعرة، فلا عُذر له ولا علاج. القديس مقاريوس الكبير |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|