منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 10 - 2024, 04:30 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

*يجدر بنا أن نقمع كل حركة من حركات الغضب ونلطفها تحت إرشاد التمييز (الحكمة)، حتى لا نتهور بالغيظ الأعمى، الأمر الذي قال عنه سليمان: "الجاهل يُظهر كل غيظهِ، والحكيم يسكنهُ أخيرًا" (أم 11:29). بمعنى أن الإنسان الجاهل يلتهب بانفعال الغضب لينتقم لنفسه، أما الحكيم فبسبب نضوج مشورته ولطفه يطفئ الغضب شيئًا فشيئًا ويتخلص منه.
يقول الرسول أمرًا مشابهًا: "لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباءُ، بل اِعطوا مكانًا للغضب. لأنهُ مكتوب لي النقمة أنا أجازي يقول الربُّ" (رو 12: 19). بمعنى لا تسمحوا لقلوبكم أن تُحبس في مضايق عدم الصبر والجُبن، حتى متى ثارت أية عاصفة عنيفة للغضب لا تقدر أن تحتملها، لكن لتكن قلوبكم متسعة تتقبل موجات كلمات الغضب في تيارات الحب المتسعة التي "تحتمل كلَّ شيءٍ... وتصبر على كل شيءٍ" (1 كو 13: 7). وهكذا تتسع أذهانكم بطول الأناة والصبر ويكون فيه أعماق المشورة الأمينة التي تستقبل دخان الغضب وتبيده.
يمكن أن تفهم العبارة بالمعنى التالي: إننا نضع مكانًا للغضب، وذلك بقدر ما نخضع بذهنٍ متواضعٍ هادئ لانفعال الآخرين، وننحني لعدم صبر الثائرين، كما لو كنا نستحق كل صنوف الخطأ (كتأديبٍ لنا).
أما الذين يشوِّهون معنى الكمال الذي يتحدث عنه الرسول مفسرين "وضع مكان الغضب" بأنه الابتعاد عن الإنسان في وقت غضبه، يبدو لي أنهم بهذا لا يقطعون أسباب الغضب، بل يهيجون بواعث النزاع. لأنه ما لم نصلح غضب القريب في الحال بإصلاحٍ مملوء تواضعًا فإن الابتعاد يثير القريب أكثر...
يتكلم سليمان عن أمرٍ كهذا قائلًا: "لا تسرع بروحك إلى الغضب، لأن الغضب يستقر في حضن الجهال" (جا 7: 9). و"لا تبرز عاجلًا إلى الخصام لئَلاَّ تفعل شيئًا في الآخر حين يخزيك قريبك" (أم 25: 8). وهو بهذا لا يلوم التسرع في النزاع بمعنى أنه يمدح النزاع المتأخر.
بنفس الطريقة يجب أن نفهم القول: "غضب الجاهل يُعرَف في يومهِ. أما ساتر الهوان فهو ذكيّ" (أم 12: 16)، لأنه لا يعني أن الحكيم يخزن انفجار الغضب خفية، إنما يلوم انفجار الغضب المتهور... يلزمه أن يخفي الانفجار بهذا السبب، وهو أنه عندما يتركه إلى حين يُهدئ روح الغضب إلى الأبد. لأن هذه هي طبيعة الغضب، عندما يترك له مكان (أي لا نتسرع به) يضعف ويبيد، أما إذا عُرض الغضب في حالة الثورة فإنه يحرق أكثر فأكثر.
يجب على القلوب أن تتسع وتنفتح حتى لا تنحصر في مضيقات الجُبن وتمتلئ بالغضب المتزايد، وتصير غير قادرة على تقبُّل وصايا الله، بما يدعوه النبي "اتساع القلب أو الاتساع الفائق". إذ يقول النبي: "في طريق وصاياك سعيت عندما وسَّعت قلبي" (مز 119: 32).

لأن بطء الغضب هو حكمة، نتعلمها بواسطة أقوال الكتاب المقدس الواضحة لأن "بطيء الغضب كثير الفهم، وقصير الروح معلّي الحمق" (أم 14: 29). لذلك يقول الكتاب المقدس عن من طلب من الرب عطية الحكمة: "وأعطى الله سليمان حكمةً وفهمًا كثيرًا جدًّا ورحبة قلب، كالرمل الذي على شاطئِ البحر" (1 مل 4: 29).



الأب يوسف
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لا يتعرضون لضيقات صعبة عند موتهم
الأشرار يتعرضون لضيقات كثيرة
لأن الشر يدلُّ على الجُبن
يليق بقلوبنا أن تتسع وتنفتح قدر الإمكان حتى لا تضيق عليهم
وتنفتح عينى قلبى


الساعة الآن 01:15 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024