|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أن الله لا يُنشئ الميول الخاطئة في داخل أي من خلائقه، على الرغم من أنه قد يكبحها ويوجهها لتتميم مقاصده، وهكذا فهو ليس خالق ومصدر الخطية ولا يوافق عليها. وهذا التمييز قد عبر عنه أغسطينوس هكذا: ”كون البشر يخطئون فهذا ينبع من داخلهم، وكونهم بينما يخطئون يقومون بهذا الفعل أو ذاك، فهذا ينبع من قوة الله الذي يقسِّم الظلمة كما يشاء“. لذلك مكتوب: «قَلْبُ الإِنْسَانِ يُفَكِّرُ فِي طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ يَهْدِي خَطْوَتَهُ» (أم١٦: ٩). ما نريد أن نصر عليه هنا هو أن أحكام الله ليست هي السبب المستوجب لخطايا البشر، لكنها هي القيود والتوجيهات المعيَّنة مسبقًا والمنصوص عليها عند الله لأفعال البشر الخاطئة. وفيما يتعلق بخيانة المسيح، فإن الله لم يقضِ بأنه لا بد أن يُسلّم من قبل واحد من خلائقه، ثم بعد هذا تملك على شخص صالح، وغرس داخل قلبه شهوة شريرة، وهكذا أجبره على تتميم هذا العمل الرهيب لأجل تنفيذ قضائه. لا، فلا تعرض الكلمة الأمر هكذا، بل تقول إن الله قضى بحدوث الفعل ثم اختار الشخص الذي كان عليه إتمامه، لكنه لم يجعل منه شريرًا كي يُتمّم هذا القضاء، بل على العكس، كان الخائن ”شريرًا” بالفعل في وقت اختيار الرب يسوع له كواحد من الاثنا عشر تلميذًا (يو٦: ٧٠)، وهو أظهر الأفعال التي كانت متوافقة تمامًا مع قلبه الشرير المتدني، والتي تمت بأكثر المقاصد شرًا. وهو ما تم فعلاً في موضوع الصلب. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|