مثل الدرهم المفقود (15: 8- 10)
الصورة واللوحة (15: 8- 9).
صوّر يسوع مشهداً من داخل البيت لسامعين بينهم نساء عديدات. وتأتي أداة "أو" فتربط هذا المثل بسابقه رباطاً وثيقاً فتدلّ على أننا أمام وجهتين لفكرة واحدة.
نحن في بيت فلسطيني مؤلّف من غرفة واحدة قليلة الإرتفاع مع أرضية من تراب. لا تملك هذه المرأة الفقيرة، إلاّ عشرة دراهم (كما سمّاها أهل اليونان، أو ربع شاقل عند اليهود). وأضاعت المرأة عشر ثروتها، وهي خسارة أعظم من خسارة خروف من مئة. لهذا نفهم خوف المرأة ودقّة عملها في البحث عما فقدت: غرفة مظلمة لا يصل إليها النور الخارجي، وهذا ما يبرّر إشعال السراج. وطبيعة الأرض دفعتها إلى إستعمال المكنسة. وعليها أن تحرّك الحصيرة والأواني علّها تجد "كنزها".
وحين وجدت درهمها لم تستطع أن تحتفظ بفرحها لنفسها. فعلت كما فعل الراعي بعد أن وجد خروفه الضالة، نقلت سعادتها إلى جيرانها (9:15).