|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَحْمَدُكَ مِنْ أَجْلِ أَنِّي قَدِ امْتَزْتُ عَجَبًا. عَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ، وَنَفْسِي تَعْرِفُ ذَلِكَ يَقِينًا [14]. أعمال الله عجيبة في خلقة الجنين منذ بدء تكوينه إلى اكتمال نموه وولادته. يتكون من 60 تريليون خلية، مئة ألف ميل من ألياف الأعصاب، و60 ألف ميل من الشرايين والأوردة الحاملة للدم و250 عظمة الخ. يصف المرتل تكوين الجنين بإبداع في الإتقان والجمال. كل عضو هو من عمل الفنان الإلهي العجيب. لنذكر كمثالٍ المخ وقدرته على تسجيل الأحداث والأصوات والألوان والروائح والذاكرة الخ. وقدرته على أخذ قرارات سريعة وإبلاغ أعضاء الجسم الأخرى لتتحرك معًا في تناغم وانسجام. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: كيف يقول المرتل إن نفسه تعرف ذلك يقينًا، بينما يقول في نفس المزمور إنه لا يعرف الله كما هو؟ يجيب إنه يعرف يقينًا أن الله عظيم وسامٍ فوق كل فهمٍ وإدراكٍ. معرفتنا اليقينية عن الله تؤكد لنا جهلنا لأسرار طبيعته وإدراك جوهره، وجهلنا يسندنا على الشهادة بمعرفته. * "أعترف لك، لأنك تصنع عجائب برهبةٍ، عجيبة هي أعمالك. ونفسي تعرف ذلك يقينًا". عن ماذا يتكلم؟ يقول: لقد خلقتني، لكنني لا أعرف كيف خلقتني. أنت تعتني بي، لكن بعقلي لا أستطيع أن أدرك العناية الإلهية ككلٍ في وقتٍ واحدٍ. أنت حاضر في كل مكان، لكنني لا أفهم ذلك. أنت تعرف المستقبل مقدمًا، والماضي، وأسرار عقولنا؛ حتى هذا لا أستطيع إدراكه بعقلي. أقصد أنك تغير طبيعة الأشياء، وتجعل من الأشياء الباقية كما هي تحمل سمات مضادة، وتجعل من هذه السمات المضادة كأنها أصيلة وطبيعية. إذ يجتمع (المرتل) هذا كله معًا، يُصدر صرخة عظيمة... ويقول: "اعترف لك، لأنك تصنع عجائب برهبةٍ". بمعنى أنك عجيب في المظهر، وعجيب في الكيان. "عجيبة هي أعمالك، ونفسي تعرف ذلك يقينًا". يقول: لماذا أتكلم عنك، إن كان في أي الأحوال ما تفعله هو مملوء عجبًا. القديس يوحنا الذهبي الفم * التطلع إلى السماء والأرض لا يجعلنا نعرف الله أفضل من الدراسة الجادة لوجودنا. يقول النبي: إنني بمهابة وعجب قد خُلقت، بمعنى إنني إذ ألاحظ نفسي أعرف حكمتك غير المحدودة. القديس باسيليوس الكبير * من أين تعرف نفسي ذلك يقينًا إلا لأن الليل هو نور في مسرتي؟ إلا لأن نعمتك حلت عليّ وأنارت ظلمتي؟ إلا لأنك اقتنيت كليتي؟ إلا لأنك رفعتي من بطن أمن؟ القديس أغسطينوس * أنصحك بفحص العجائب الكثيرة التي في جسمك. فصحيح إنك كائن صغير، لكنك عالم كبير. وفي هذا المعنى قال داود النبي: "إن أعمالك معجزات، ونفسي عالمة بذلك أي علم" (مز 139: 14). إنّ معرفة دقيقة لجسم الإنسان تقود حتمًا إلى معرفة الكائن العظيم الذي خلقه. القديس باسيليوس الكبير |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|