|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل هناك حد لعدد المرات التي يجب أن نسامح فيها عندما يتعلق الأمر بالغفران، يعطينا ربنا يسوع إجابة واضحة وصعبة. عندما سأله بطرس قائلاً: "يا رب، كم مرة أغفر لأخي أو أختي التي تخطئ إليّ؟ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟ أجاب يسوع: "أَقُولُ لَكَ: لَيْسَ سَبْعَ مَرَّاتٍ بَلْ سَبْعًا وَسَبْعِينَ مَرَّةً" (متى 18: 21-22). (مكبرين، 1994). هذا الرد من ربنا لا يُقصد به أن يؤخذ حرفياً كصيغة رياضية، بل هو تعليم قوي عن طبيعة الغفران التي لا حدود لها. يخبرنا يسوع أنه لا ينبغي أن يكون هناك حد لغفراننا، تمامًا كما لا يوجد حد لغفران الله لنا. يجب أن نتذكر أن الغفران هو جوهر الإنجيل. لقد غفر لنا أبانا السماوي دينًا لا يُحصى من خلال تضحية ابنه. وكمتلقين لهذه الرحمة التي لا حدود لها، نحن مدعوون لأن نمنح نفس الغفران للآخرين، مهما أخطأوا في حقنا. (ماكبراين، 1994). لكن هذا لا يعني أن المسامحة سهلة أو أنه يجب منحها دون تمييز. المسامحة لا تعني التسامح مع التسامح مع الإساءة المستمرة أو السلوك الضار. يمكننا أن نغفر لشخص ما مع الحفاظ على حدود صحية والسعي لتحقيق العدالة عند الاقتضاء. (هوفمان، 2018). من المهم أن نفهم أن المسامحة ليست حدثًا لمرة واحدة، ولكنها عملية مستمرة. عندما نختار أن نغفر، قد نحتاج إلى إعادة تأكيد هذا القرار عدة مرات، خاصةً عندما تطفو ذكريات الأذى على السطح أو عندما تحدث إساءات جديدة. هذا جزء من رحلة الغفران ويعكس عمق غفران الله المستمر لنا. (هوفمان، 2018). الغفران المتكرر لا يعني أننا ننسى الإساءة أو نغفرها. بل يعني بالأحرى أننا نختار، مرارًا وتكرارًا، أن نحرر الجاني من الدين الذي يدين لنا به وأن نتخلى عن رغبتنا في الانتقام. نحن نكل العدالة إلى الله الذي يرى كل شيء ويحكم بالعدل. (كلاود وتاونسند، 2009؛ هوفمان، 2018). في ضعفنا البشري، قد نتصارع مع فكرة المغفرة غير المحدودة. قد تبدو مستحيلة أو حتى غير عادلة. لكن دعونا نتذكر أن كل شيء ممكن مع الله. من خلال قوة الروح القدس، يمكننا أن ننمو في قدرتنا على الغفران، وأن نعكس أكثر فأكثر قلب أبينا الرحيم. عندما نسعى إلى المسامحة بلا حدود، نشارك في الطبيعة الإلهية لله الذي هو المحبة. نكسر حلقة الانتقام والمرارة ونفتح الطريق للشفاء والمصالحة. لنصلِّ من أجل نعمة المسامحة كما غُفر لنا، واثقين بأننا في هذه الممارسة الصعبة والجميلة في الوقت عينه، نجد تحررنا ونقترب من قلب الله. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|