|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحكمة وحياة الاستقامة 10 اِسْمَعْ يَا ابْنِي وَاقْبَلْ أَقْوَالِي، فَتَكْثُرَ سِنُو حَيَاتِكَ. 11 أَرَيْتُكَ طَرِيقَ الْحِكْمَةِ. هَدَيْتُكَ سُبُلَ الاسْتِقَامَةِ. 12 إِذَا سِرْتَ فَلاَ تَضِيقُ خَطَوَاتُكَ، وَإِذَا سَعَيْتَ فَلاَ تَعْثُرُ. 13 تَمَسَّكْ بِالأَدَبِ، لاَ تَرْخِهِ. احْفَظْهُ فَإِنَّهُ هُوَ حَيَاتُكَ. يتحدث سليمان الحكيم عن طريق الحكمة الإيجابي، قائلًا: "اسمع يا ابني واقبل أقوالي، فتكثر سنو حياتك" [10]. الاستماع إلى المشورة المقدسة هو بداية الطريق الإيجابي للحكمة، حيث بروح الاتضاع يطيع المؤمن، سالكًا في الوصية. أما ثمرة هذا الطريق فهو "كثرة سني الحياة"، أو طول العمر. هذا مبدأ عام أو ثمرة عامة، لا يمكن تطبيقها بطريقة حرفية على جميع المؤمنين، إذ استشهد بعض الأطفال والشبان في مقتبل عمرهم، لكنهم لم يموتوا، إذ لا زالوا في الفردوس يمارسون العبادة ويشفعون من أجل خلاص العالم. فالحديث هنا صادق تمامًا، إن أُخذ بالمفهوم الروحي. هذا ومن الجانب الحرفي فإننا نعلم أن الشرور بصفة عامة، خاصة الغضب والزنا وغيرهما يؤثران على صحة الإنسان الجسدية والنفسية بجانب الروحية، مما يفقده سلامه الداخلي، ويجعله عرضة لأمراض كثيرة. حتى إن امتدت حياته على الأرض لكنها تُحسب كلا شيء. أما الحكمة فينبع عنها التناغم بين الجسد والنفس والروح، فيسلك الإنسان باعتدال وبروح التوازن، مما يهبه مقاومة ضد كثير من الأمراض. الإيمان الحيّ السليم والعملي سيد قوي لا للروح وحدها بل وللجسد كما للجانب النفسي. "أريتك طريق الحكمة، هديتك سبل الاستقامة [11]. في أبوة حانية يتقدم سليمان إلى سامعيه كمعلمٍ وهادٍ، يكشف عن أعين تلاميذه الداخلية فيروا طريق الحق، ويمسك بأيديهم ليُهديهم إلى سبل الاستقامة. وهو في هذا يحمل ظلًا لعمل السيد المسيح الذي يحلو لآباء الإسكندرية أن يدعوه "المعلم" أو "المدرب"، وقد سجل لنا القديس إكليمنضس السكندري كتابًا في هذا الأمر دعاه "المدرب Paedagogos"، فيه أظهر كيف يحتاج العالم كله إلى السيد المسيح كمعلم وطبيب، وأنه يقود مؤمنيه في طريق الكمال حتى يحملوا صورته فيهم. علم البشرية بتجسده وحلوله في وسطهم وصلبه كي يتعرفوا عليه ويقتنوه فيجدد طبيعتهم بروحه القدوس. أورد الكتاب عينات مختلفة من المعلمين، منهم: 1. موسى النبي: أول قائد لشعب الله الذي علم شعب الله الشريعة الإلهية، كما سأل الآباء والأمهات أن يُعلموا أولادهم (تث5:4). فالقائد الحيّ يخلق قادة أحياء، وكل جيل يطلب من الجيل التالي أن يقود من يأتي بعده. 2. بصلئيل وأهوليب: صانعان ماهران موهوبان، دُعيا ليُعلما الآخرين صنع الخيمة (خر30:35-35)، فالقائد الماهر هو من يدرب الآخرين ليصيروا ماهرين وعاملين معه. 3. صموئيل النبي: آخر قاضي لشعب إسرائيل قبل إقامة النظام الملكي، هذا حسب أن التراخي في الصلاة وتعليم الشعب هو خطية موجهة ضد الله نفسه، إذ يقول: "وأما أنا فحاشا لي أن أخطئ إلى الرب، فأكف عن الصلاة من أجلكم، بل أعلمكم الطريق الصالح المستقيم" (1صم23:12). 4.داود: لم يستطع أن يبني الهيكل، لكنه أعد ابنه سليمان ليبني الهيكل ويُقيم أثاثاته (1أي9:28-21). فالمعلم أو القائد هو الذي يُسر بنجاح تلاميذه ونموهم أكثر منه. 5. سليمان: عُرف بالحكمة التي نالها هبة من الله، استخدمها ليُعلم شعبه أن يكونوا حكماء في كل شيء. 6. عزرا: كاتب وكاهن التزم ليس فقط بحفظ الناموس، بل وأن يُعلمه للآخرين (عز10:7). 7. برنابا: أحد المعلمين من بين مؤمني إنطاكية (أع1:13)، كان له أثره الفعّال على شاول الطرسوسي بعد قبوله الإيمان (أع26:9-30). 8. غمّالائيل: حاخام يهودي مشهور، كان معلمًا لشاول الطرسوسي في صباه، كان له أثره عليه في السلوك حسب الناموس حرفيًا، حتى التقى بالسيد المسيح وأدرك الحاجة إلى نظرة جديدة روحية نحو الناموس. 9. بولس: ربما أكثر معلمي الكنيسة الأولى فاعلية لسبب مواهبه الفذّة. علّم في العالم الروماني وواجه الأفكار الفلسفية، خاصة اليونانية. 10. بريسكلا وأكيلا: أسرة حوّلت بيتها إلى كنيسة، علّمت شابًا بليغًا موهوبًا يُدعى أبُلُّوس طريق الرب (أع20:18). 11. أبُلُّوس: معلّم له تأثيره القوي، إسكندري، تعاليمه مهّدت الطريق لقبول الإنجيل في أفسس (أع24:18-26). 12. تيموثاوس: شاب هداه القديس بولس إلى المسيحية، صار أسقفًا (1تي3:1؛ 2تي2:4). 13. تيطس: شاب آخر هداه أيضًا القديس بولس إلى المسيحية وصار أسقفًا على الكنيسة في كريت (تي1:2-15). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|