|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مكافاءات الحكمة خُتم الأصحاح الأول بالكشف عن أن الحكمة تهب تابعيها مكافاءاتها، وجاءت الأصحاحات الثلاثة التالية [2-3-4] توضح هذه الحقيقة. في هذا الأصحاح يقدم الله لمؤمنيه دعوة لكي يقبلوا وصاياه وحكمته لكي تدخل إلى أعماق النفس [1، 10]. في اللحظات التي ترى النفس جراحات السيد المسيح وجنبه المطعون أبوابًا إلهية للدخول إلى أحشاء الكلمة الإلهي، يشتهي الكلمة أن يدخل إلى أحشائنا خلال أبواب القلب المفتوحة له. يُقدم الله الكلمة نفسه ملجأ لنا وقوة وحكمة لكي نختفي فيه، ونقدم نحن له قلوبنا لكي يختفي هو فينا! يدخل حكمة الله المتجسد -السيد المسيح- إلى أعماقنا، فيُقيم مملكته فينا، ويملك كما على عرش القلب ليُحرك عواطفنا وأحاسيسنا وأفكارنا وكل أعضاء جسدنا فتعمل لحساب ملكوته، لبنيان نفوسنا وخلاص الكثيرين، لامتداد الكنيسة جسد المسيح. وفي هذا الأصحاح يكشف لنا سليمان الحكيم أن الذين يبحثون عن الحكمة باجتهاد يجدونها، واعدًا تلاميذه بالمكاسب العظيمة التي ينالها من يتبعون الحكمة [1-9]. الطريق للتمتع بالحكمة الإلهية هو كلمة الله [1-2] مع الصلاة [3-4] والبحث عنها بغيرة متقدة [4]، فنتعرف على الإرادة الإلهية، ونُسر بها ونمارسها بنعمته الفائقة. هذا هو طريق الحكمة. جاءت الـ22 آية في هذا الأصحاح تطابق الـ22 حرفًا للهجائية العبرية. الحث على طلب الحكمة 1 يَا ابْنِي، إِنْ قَبِلْتَ كَلاَمِي وَخَبَّأْتَ وَصَايَايَ عِنْدَكَ، 2 حَتَّى تُمِيلَ أُذْنَكَ إِلَى الْحِكْمَةِ، وَتُعَطِّفَ قَلْبَكَ عَلَى الْفَهْمِ، 3 إِنْ دَعَوْتَ الْمَعْرِفَةَ، وَرَفَعْتَ صَوْتَكَ إِلَى الْفَهْمِ، 4 إِنْ طَلَبْتَهَا كَالْفِضَّةِ، وَبَحَثْتَ عَنْهَا كَالْكُنُوزِ، 5 فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُ مَخَافَةَ الرَّبِّ، وَتَجِدُ مَعْرِفَةَ اللهِ. 6 لأَنَّ الرَّبَّ يُعْطِي حِكْمَةً. مِنْ فَمِهِ الْمَعْرِفَةُ وَالْفَهْمُ. 7 يَذْخَرُ مَعُونَةً لِلْمُسْتَقِيمِينَ. هُوَ مِجَنٌّ لِلسَّالِكِينَ بِالْكَمَالِ، 8 لِنَصْرِ مَسَالِكِ الْحَقِّ وَحِفْظِ طَرِيقِ أَتْقِيَائِهِ. 9 حِينَئِذٍ تَفْهَمُ الْعَدْلَ وَالْحَقَّ وَالاسْتِقَامَةَ، كُلَّ سَبِيل صَالِحٍ. يتحدث سليمان الحكيم في هذه الفقرة [1-9] مع المؤمن كما مع ابنه الروحي، حيث يحثه على الإنصات إلى كلمة الله التي ينطق بها، ليُخبئها كنزًا في أعماقه، ويميل بأذنه إليها، ويفتح قلبه لها كي تستقر فيه. بهذا يتمتع بمخافة الرب وينال معرفة الله، ويتحصن بأسلحة الله الروحية، ويسلك الطريق الملوكي المستقيم. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|