هل كان الله بلا رد فعل لحادثة استشهاد هابيل؟
تتعجب عزيزي إن أخبرتك أن الله لم يكن رد فعل، بل كان البادئ؛ فقبل أن ينفِّذ قايين فعله الشنيع، حاوره الرب «لِمَاذَا اغْتَظْتَ وَلِمَاذَا سَقَطَ وَجْهُكَ؟ إنْ احْسَنْتَ أفَلا رَفْعٌ. وَإنْ لَمْ تُحْسِنْ فَعِنْدَ الْبَابِ خَطِيَّةٌ رَابِضَةٌ وَإلَيْكَ اشْتِيَاقُهَا وَانْتَ تَسُودُ عَلَيْهَا» (تكوين٤: ٦-٧)، فكان الرب في نعمته يريد أن يُصلح طريقة، فأخبره أن يُحسِّن طريقته، فكان الله يعلم فكر قلبه وأراد تغييره، لكن قايين قام على أخيه وقتله، وبعد ذلك نرى الرب يعاقب قايين بلعنة لفعله.
ولكن هل منسيٌ عند الرب دم زكي مثل هذا؟ حاشا، فقول الرب لقايين صوت دم أخيك صارخ إليَّ من الأرض (تكوين٤: ١٠)، يؤكد أن كل نقطة دم اُهدرت لأجل قناعات الإيمان لن تضيع، فيكفيه شرفًا أن صوت دمه المهدور، يُوضع إلى جانب أعظم صوتٍ لدمٍ مرشوش على الإطلاق، وهو دم يسوع المسيح «وَإِلَى دَمِ رَشٍّ يَتَكَلَّمُ أَفْضَلَ مِنْ هَابِيلَ» (عبرانيين١٢: ٢٤)، وإن كان دم يسوع يطلب الغفران أما هابيل فيطلب الانتقام.
عزيزي وإن مات هابيل، المؤمن بالقناعة، فتبقى القناعة ثابتة وراسخة لأنها حقيقة كما هو مكتوب «وَبِهِ (الإيمان)، وَإِنْ مَاتَ، يَتَكَلَّمْ بَعْدُ!» (عبرانين١١: ٤).