البابا شنودة الثالث
النقاوة من الأمور الزائلة أو الباطلة
ونقصد بهذه الأمور الزائلة أو الباطلة، من يقضي وقتا طويلا يتحدث في أمور تافهة، لا هي خطية، ولا هي بر.. أو يقضي وقتا يفكر في أمثال هذه الأمور أو ينشغل بها.. ويدل بذلك على أن فِكره أو قلبه يمكن أن ينشغل بهذه التافهات، ويمكن بسببها أن يُضِّيع وقتا كان يمكن أن يقضيه مع الله، في صلوات أو تأملات أو قراءات روحية أو تسابيح، أو أي أمر ذي قيمة، يُناسب حالة القلب النقي..
هذه الأمور الزائلة لا هي خير في ذاتها، ولا هي شر في ذاتها. ولكنها تفاهات تُعَطِّل العمل الروحي الإيجابي.
هذه الأباطيل هي التي منعنا عنها الرسول بقوله: "غير ناظرين إلى الأشياء التي تُرى، بل إلى التي لا تُرى. لأن الأشياء التي تُرى وقتية، أما التي لا تُرى فأبدية" (2 كو 4: 18). والإنسان الذي لا ينظر إلى المرئيات، هو الذي يقول مع داود النبي: "أما أنا فخير لي الالتصاق بالرب" (مز 73: 28). والالتصاق الكامل بالرب، لا يأتي إلا بنقاوة القلب.