|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تحرر إبرام من روابط الطبيعة وإن كان ذلك بكلفة مؤلمة وغالية، إذ دخل الموت إلى العائلة وسحب تارح أبوه من المشهد، عندئذ أطاع إبرام الدعوة "فذهب إبرام كما قال له الرب". لكنه أخذ لوطاً ابن أخيه معه ولوط العالمي كان ثقلاً على إبرام. في موضوع أبيه، رأينا إبرام سمح للطبيعة أن تتسلم زمام القيادة "وأخذ تارح إبرام" وانتهى الأمر بالموت أما في موضوع ابن أخيه فإن إبرام هو الذي تسلم القيادة "فأخذ إبرام .. لوطاً ابن أخيه" ومع أن لوطاً كان ثقلاً على إبرام إلا أن هذا لم يعطل إيمانه عن طاعته لله. هذا ونلاحظ أنه لما تسلمت الطبيعة زمام القيادة نقرأ أنهم "خرجوا من أور الكلدانيين ليذهبوا إلى أرض كنعان" لكنهم لم يصلوا إلى تلك الأرض بقيادة تارح. لكن لما تسلم الإيمان القيادة نقرأ أنهم "خرجوا ليذهبوا إلى أرض كنعان" (ع 5) مباينة وإذ وصلوا إلى أرض كنعان، وجدوا الكنعانيين حينئذ في الأرض، وهذه العبارة لها معناها العميق. فلقد قال الله لإبراهيم "وأباركك" أما عن كنعان فقال الله "ملعون كنعان". فإذا كان الله قد أتى بإبراهيم – رجل البركة – إلى أرض الوعد، فإنه يكتشف أن الشيطان قد استحضر ابن اللعنة إلى ذات الأرض. وبهذه الطريقة فإن الشيطان يسعى لتقويض مقاصد الله ويمنع رجل الإيمان من الدخول لامتلاك الأرض. مقارنة والمسيحي إنسان مدعو من العالم الحاضر ليكون شريك الدعوة السماوية، ولقد بورك بكل بركة روحية في السماويات في المسيح. فإذ يلبي المؤمن الدعوة تاركاً العالم، يجد نفسه مقاوماً من "أجناد الشر الروحية في السماويات" (أف 6: 12) وهكذا إذ تتوق نفسه إلى التمتع بالبركات الروحية، فإنه يجد قوات الشر الروحية تصطف أمامه وتعمل على منعه حتى لا يتمتع بمركزه السماوي – وهو النصيب الحقيقي الوحيد للكنيسة. كانت أور الكلدانيين بالنسبة لإبرام شيئاً ماضياً، كما كان امتلاك الأرض شيئاً مستقبلاً – وهكذا لم يدرك العالم الذي تركه ولا العالم الأفضل الذي يسعى إليه – وهذا هو أيضاً مركز المسيحي الذي يستجيب لدعوة الله لقد ترك العالم الحاضر الشرير ولكنه لم يصل بعد إلى العالم الآتي. إذن – ما هو نصيب الشخص الذي يلبي دعوة الله، وما هو الشيء الذي يسنده في مركزه خارج العالم؟ هذا ما نجده في قصة إبرام هنا الغنية بالتعليم والتشجيع. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|