إن كانت دعوة الله قد فصلت إبراهيم عن هذا العالم الحاضر، فذلك للإتيان به إلى عالم آخر كم قال الله "إلى الأرض التي أريك". فإذا كان إله المجد قد ظهر لإبراهيم فذلك لكي يحضر إبراهيم إلى مجد الله، ونلاحظ أن الخطاب العجيب الذي تكلم به اسطفانوس بدأ بإله المجد ظاهراً لإنسان على الأرض، وانتهى بمشهد إنسان ظاهر في مجد الله في السماء، وفي ختام خطابه يتطلع اسطفانوس بثبات إلى السماء ويرى مجد الله ويسوع قائماً عن يمين الله، ويقول "ها أنا أنظر السموات مفتوحة وابن الإنسان قائماً عن يمين الله". ونحن إذ نتطلع إلى المسيح في المجد نرى القصد العجيب الذي قصده الله في قلبه عندما دعانا من هذا العالم الحاضر، إنه دعانا إلى مجده لنكون مثل المسيح ومعه في مشهد يتكلم عن الله ومحبة قلبه غير المحدودة.
لم يقل الله لإبراهيم أنك إذا أطعت دعوتي أعطيك في الحال أن تمتلك الأرض، بل قال "الأرض التي أريك" فإن الله يعطينا مع اسطفانوس إذا أطعنا دعوة الله أن نرى الملك في بهائه والأرض البعيدة، نرفع أنظارنا إلى فوق فنرى المسيح في المجد.