|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الكُل يتأذى: "نوحي يا أرضي كعروس مؤتزرة بمِسح مِن أجل بعل صباها. انقطعت التقدمة والسكيب عنْ بيت الرب. ناحت الكهنة خُدام الرب. تلف الحقل ناحت الأرض لأنه قد تلف القمح جف المسطار ذبل الزيت. خجل الفلاحون ولول الكرامون على الحنطة وعلى الشعير لأنه قد تلف حصيد الحقل. الجفنة يبست والتينة ذبلت. الرمانة والنحلة والتفاحة كل أشجار الحقل يبست إنه قد يبست البهجة مِن بني البشر" (يؤ1: 8- 12). "آه على اليوم لأن يوم الرب قريب. يأتي كخراب مِن القادر على كُل شيء. أما انقطع الطعام تجاه عيوننا. الفرح والابتهاج عنْ بيت إلهنا. عفًنت الحبوب تحت مدرها. خلت الأهراء. انهدمت المخازن لأنه قد يبس القمح. كمْ تئن البهائم هامت قُطعان البقر لأن ليس لها مرعى حتى قطعان الغنم تفنى. إليك يا رب أصرخ لأن نارًا قد أكلت مراعي البرية ولهيبًا أحرق جميع أشجار الحقل. حتى بهائم الصحراء تنظر إليك لأن جداول المياه قد جفت والنار أكلت مراعي البرية" (يؤ1: 15- 20). إن تقصير الإنسان نحو الله يؤذي الخليقة كُلها، الناس والبهائم والأشجار والحقول. أليس هذا هو نفس ما حدث مع آدم حينما أخطأ، إذ صار قول الله له: "لأنك سمعت لقول امرأتك وأكلت مِن الشجرة التي أوصيتك قائلًا لا تأكل منها. ملعونة الأرض بسببك. بالتعب تأكل منها كُل أيام حياتك. وشوكًا وحسكًا تُنبت لك وتأكل عُشب الأرض. بعرق وجهك تأكل خبزًا حتى تعود إلى الأرض التي أُخذت منها" (تك3: 17-19). ويقول بولس الرسول: "لأن انتظار الخليقة يتوقع استعلان أبناء الله" (رو8: 19). فالخليقة كُلها تتأثر بمدى علاقة الإنسان بالله، لأن الله حينما خلق الإنسان جعله كاهنًا للخليقة، أي مسئول عنها كُلها، إذا أخطأ تصير الأرض ملعونة بسببه، وإذا كان بارًا تتبارك فيه جميع قبائل الأرض، كما حدث مع إبراهيم أب الآباء (تك12: 3). وأيضًا هذا كان موضوع حديث الرب مع إبراهيم بخصوص سدوم وعمورة، لأنه قال لو وجدت عشرة فقط بارين لن أُهلك المدينة (تك18: 16- الخ). ولنعلم أيضًا أن البهائم تعرف أن تصرخ للرب: "حتى بهائم الصحراء تنظر إليك" (يؤ1: 20). "إنه قد يبست البهجة مِن بني البشر"، الفرح زال مع زوال الخيرات المادية، فلنتعلم عدم الاتكال على الأمور الزائلة، بل لنتعلم أن يكون الرب هو سر فرحنا، فنجد أنفسنا نُرنم مع حبقوق النبي قائلين: "فَمَعَ أَنَّهُ لاَ يُزْهِرُ التِّينُ، وَلاَ يَكُونُ حَمْلٌ فِي الْكُرُومِ. يَكْذِبُ عَمَلُ الزَّيْتُونَةِ، وَالْحُقُولُ لاَ تَصْنَعُ طَعَامًا. يَنْقَطِعُ الْغَنَمُ مِنَ الْحَظِيرَةِ، وَلاَ بَقَرَ فِي الْمَذَاوِدِ، فَإِنِّي أَبْتَهِجُ بِالرَّبِّ وَأَفْرَحُ بِإِلهِ خَلاَصِي. اَلرَّبُّ السَّيِّدُ قُوَّتِي، وَيَجْعَلُ قَدَمَيَّ كَالأَيَائِلِ، وَيُمَشِّينِي عَلَى مُرْتَفَعَاتِي" (حب3: 17- 19). ويقول المزمور أيضًا: "كثيرة هي نكبات الشرير. أما المتوكل على الرب فالرحمة تُحيط به. افرحوا بالرب وابتهجوا أيها الصديقون واهتفوا يا جميع المستقيمي القلوب" (مز32: 10، 11). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|