|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيح يعلن ألوهيته - في بعض أحاديثه في بعض أحاديثه: (ا) مساواته باللّه عندما قال: أَنَا وَالْآبُ وَاحِدٌ (يوحنا 10: 30) فَتَنَاوَلَ الْيَهُودُ أَيْضاً حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. فَقَالَ يَسُوعُ: أَعْمَالاً كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي - بِسَبَبِ أَيِّ عَمَلٍ مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟ أَجَابَهُ الْيَهُودُ: لَسْنَا نَرْجُمُكَ لِأَجْلِ عَمَلٍ حَسَنٍ، بَلْ لِأَجْلِ تَجْدِيفٍ، فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِل هاً (راجع يوحنا 10: 31 - 33). وهذه العبارة هي قمة إعلان المسيح عن صلته بالآب. وقد أثارت غضب الفريسيين بشدة، حتى أنهم أصدروا الحكم عليه وتناولوا حجارة ليرجموه، حسب نص اللاويين 24: 16. ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي حاولوا فيها رجمه (يوحنا 8: 59) لا بسبب عملٍ صالح أتاه، بل بسبب تجديفه ، دون أن يتمهَّلوا ليروا صدقه في هذا الادّعاء. (ب) يوحنا 5: 17 ، 18 فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ: أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الْآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ . فَمِنْ أَجْلِ هذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ، لِأَنَّهُ لَمْ يَنْقُضِ السَّبْتَ فَقَطْ، بَلْ قَالَ أَيْضاً إِنَّ اللّهَ أَبُوهُ، مُعَادِلاً نَفْسَهُ بِاللّهِ . وفي هذه الآيات لا يقول المسيح عن اللّه أبينا بل أبي موضحاً علاقته الفريدة بالآب، وبأن عملهما مشترك. وهو بهذا يبرّر شفاءه للمرضى في يوم السبت. كان اليهود يقولون عن اللّه إنه أب لكنهم كانوا يضيفون إليها في السماوات . ولكن يسوع هنا يقولها ببساطة معبّراً عن الصلة القوية والمساواة الكاملة بينه وبين اللّه. وأدرك اليهود قصده فأرادوا قتله. (ج) أنا كائن - في يوحنا 8: 58 قال المسيح لليهود: الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ . وكلمة الحق الحق مكرّرة هي قَسَم قوي يسبق إعلانه أنه اللّه. وارتعب اليهود فرفعوا حجارة ليرجموه . إن المسيح في هذه الكلمات يعلن وجوده السابق، وهو يعني أنه الموجود . ويسوع بقوله: أنا كائن يعلن أنه كائن منذ الأزل، فإن هذا هو لقب اللّه (يهوه) في العهد القديم، والمسيح هنا يطلقه على نفسه، ولذلك حاول اليهود رجمه حسب وصية اللاويين 24: 13 - 16. ولم يحاول المسيح تخفيف الأمر، ولم يقل لليهود إنهم أساءوا فَهْم كلامه، بل أعاد إعلان الفكرة نفسها في مناسبات أخرى كثيرة. (د) يطالب المسيح بالمجد الذي يقدّمه الناس للّه - لِكَيْ يُكْرِمَ الْجَمِيعُ الِابْنَ كَمَا يُكْرِمُونَ الْآبَ. مَنْ لَا يُكْرِمُ الِابْنَ لَا يُكْرِمُ الْآبَ الّذِي أَرْسَلَهُ. a> اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلَامِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلَا يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ (يوحنا 5: 23 ، 24). وفي الجزء الأخير من الآية الأولى يحذّر المسيح الذين يتهمونه بالتجديف، فإنهم وهم يقاومونه إنما يقاومون اللّه، واللّه يغضب أشد الغضب من ذلك، والمسيح هنا يطالب بحق الإكرام الذي يُعطَى للآب، ومن لا يكرم الابن لا يكرم الآب. (ه ) فَقَالُوا لَهُ: أَيْنَ هُوَ أَبُوكَ؟ أَجَابَ يَسُوعُ: لَسْتُمْ تَعْرِفُونَنِي أَنَا وَلَا أَبِي. لَوْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضاً (يوحنا 8: 19). (و) آمنوا بي - لَا تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ. أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ فَآمِنُوا بِي (يوحنا 14: 1). لقد كان المسيح وقتها في طريقه إلى الصليب، ولكنه طالب تلاميذه أن يضعوا ثقتهم فيه، لأن فيه ضمان المستقبل وأن مصيرهم يتوقَّف على عمله، وقد وعد تلاميذه أن يُعدَّ لهم مكاناً ثم يعود ليأخذهم إليه (راجع يوحنا 14: 1 - 4). (ز) اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الْآبَ، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ أَرِنَا الْآبَ (يوحنا 14: 9). (ح) أقول لكم (متى 5: 20 ، 22 ، 26 ، 28 الخ). في هذه الآيات يتحدث يسوع ويعلّم باسمه، وهو بهذا يرفع سلطان كلامه إلى السماء. لم يقل: هكذا قال الرب كما فعل الأنبياء، لكنه قال: الحق الحق أقول لكم . لم يتردد مرة ولم يعتذر.. لم تكن به حاجة لمناقضة نفسه. لم يسحب شيئاً قاله، ولم يُعدِّلْهُ أو ينسخه، لكن كلمته كانت هي كلمة اللّه التي وصفها بقوله: اَلسَّمَاءُ وَالْأَرْضُ تَزُولَانِ، وَل كِنَّ كَلَامِي لَا يَزُولُ (مرقس 13: 31 قارن يوحنا 3: 34). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|