|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لإِمَامِ الْمُغَنِّينَ. لِدَاوُدَ. مَزْمُورٌ يَا رَبُّ قَدِ اخْتَبَرْتَنِي وَعَرَفْتَنِي [1]. يبدأ المزمور بالحديث عن الله بكونه العالم بكل شيءٍ. هذه المعرفة المطلقة لله ليست عقيدة مجردة، بل هي خبرة عاشها المرتل في حياته، مختبرًا اهتمام الله بل دقائق حياته في كل مراحلها. هذه المعرفة لم تدفع المرتل إلى الخوف والرعب، بل إلى الفرح الداخلي والتهليل والتسبيح. إن كان الله يعرف حتى أفكارنا الخفية وعواطفنا وشهواتنا وكل أعمال إنساننا القديم، فإن في سلطانه أن يغَّيرها ويجددها، ويقدس كل ما في داخلنا. معرفته تهبنا الفرصة للمطالبة بعمله الإلهي فينا، لبنياننا وإعدادنا للمجد الأبدي. يعرف كل إنسانٍ في البشرية، وكل شيءٍ عنه، ولا يُخفى عنه شيء. بمعرفته لحقيقة الأمور، يقدم لنا ما هو لبنياننا مع تقديسه لحرية إرادتنا، فلا يُلزمنا بشيء بدون إرادتنا. حينما نقول: "اختبرتني"، لا يعني عدم معرفة الله لي قبل أن يختبرني، حاشا! فالله عالم بكل شيء، لكن هنا المعرفة ليست إدراكًا لأمور لم يكن يعرفها، إنما هي معرفة الالتصاق به. هذا ما يؤكده القديس يوحنا الذهبي الفم يرى القديس أغسطينوس أن المتكلم هنا هو ربنا يسوع الذي شاركنا فيما نحن فيه، إذ تجسد وصار إنسانًا، يتحدث باسمنا، حتى نتمتع نحن بشركة الطبيعة الإلهية، أي نأخذ مما له، نحمل بنعمته الحياة الجديدة التي تليق بنا كأعضاء جسده. * كلمة "جربتني" بالنسبة لله لا تعني أنه لا يعرف الأمور إلا بعد التجربة. حاشا! بل معناها كما أن الإنسان يتيقن بالتجربة، ويعرف حقيقة الأمور، هكذا أنت يا رب تعرف بغير اختبار حقيقة الأمور قبل كونها. الأب أنسيمُس الأورشليمي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|