|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صلاة وتوبة: 15 تَطَلَّعْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَانْظُرْ مِنْ مَسْكَنِ قُدْسِكَ وَمَجْدِكَ: أَيْنَ غَيْرَتُكَ وَجَبَرُوتُكَ؟ زَفِيرُ أَحْشَائِكَ وَمَرَاحِمُكَ نَحْوِي امْتَنَعَتْ. 16 فَإِنَّكَ أَنْتَ أَبُونَا وَإِنْ لَمْ يَعْرِفْنَا إِبْرَاهِيمُ، وَإِنْ لَمْ يَدْرِنَا إِسْرَائِيلُ. أَنْتَ يَا رَبُّ أَبُونَا، وَلِيُّنَا مُنْذُ الأَبَدِ اسْمُكَ. 17 لِمَاذَا أَضْلَلْتَنَا يَا رَبُّ عَنْ طُرُقِكَ، قَسَّيْتَ قُلُوبَنَا عَنْ مَخَافَتِكَ؟ ارْجعْ مِنْ أَجْلِ عَبِيدِكَ، أَسْبَاطِ مِيرَاثِكَ. 18 إِلَى قَلِيل امْتَلَكَ شَعْبُ قُدْسِكَ. مُضَايِقُونَا دَاسُوا مَقْدِسَكَ. 19 قَدْ كُنَّا مُنْذُ زَمَانٍ كَالَّذِينَ لَمْ تَحْكُمْ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يُدْعَ عَلَيْهِمْ بِاسْمِكَ. حين نسقط في الشر ونقف كمعادين لله، يبقى الله منتظرًا توبتنا. فلا نبرر أخطاءنا إنما نستدر حبه وغيرته نحونا بكونه أبانا الذي يعرفنا أكثر من إبراهيم أب المؤمنين وإسرائيل نفسه [16]. "تطلع من السموات وانظر من مسكن قدسك ومجدك" [15]. هكذا يشعر الخاطئ كأنه قد دنّس الأرض بخطيته ورجاسته، وكأن الله قد فارق الأرض ليبقى في السماء حيث مقدسه ومجده، لهذا يستدر مراحم الله، طالبًا منه أن يتطلع من سمواته الطاهرة نحو النفس الساقطة والمشتاقة إلى الرجوع إليه والتمتع بحضرته. ربما جاء هذا الشعور كوليد لما حل بهيكل الرب من خراب، فقد رأى حزقيال النبي مجد الرب يُفارق الهيكل والمدينة "أورشليم" بل والأرض كلها، إذ يقول: "وخرج مجد الرب من على عتبة البيت ووقف على الكروبيم، فرفعت الكروبيم أجنحتها وصعدت عن الأرض قدَّام عيني" (حز 10: 18-19). "أين غيرتك...؟ ومراحمك نحوي قد امتنعت" [15]. تقوم التوبة على أساس اكتشاف غيرة الرب نحو أولاده وحبه الفائق العميق "زفير أحشائك" ومراحمه نحو الإنسان مهما كانت ضعفاته. كما تقوم على إدراكه بنوته له (تث 32: 6؛ إش 63: 16). "لماذا أضللتنا يا رب عن طرقك؟! قسَّيتَ قلوبنا عن مخافتك؟! ارجع من أجل عبيدك أسباط ميراثك" [17]. واضح هنا أن التائب لا يعني إلقاء اللوم على الله، إنما بعدما اكتشف أبوة الله في الحال يُعاتبه، بأنه كان ينتظر أن نعمته تسنده. حقًا لقد أخطأ وتمادَى في الخطأ فأسلمه الله لذهنه المرفوض، وتركه لقساوة قلبه (رو 1: 28)، الآن يطلب نعمته حتى لا يضل عن طريق الرب ولا يبقى في قساوة القلب. هذا ما عناه المرتل بقوله: "بكل قلبي طلبتك، لا تضلني عن وصاياك" (مز 119: 10). حين يدخل الإنسان تحت التأديب يشعر بالمرارة لذلك يقف معاتبًا الله بكل وسيلة، تارة يسأله ألا يسمح بعد أن يتركه في فساد ذهنه وقساوة قلبه، وأخرى يسترحمه من أجل قديسيه المباركين الذين يطلبون عن البشرية [17]، وأخيرًا يسأله أن يسرع بالنجدة إذ طالت مدة التأديب. هذا ما عبّر عنه النبي بالقول: "إلى قليل امتلك شعب قدسك، مضايقونا داسوا مقدسك، قد كنا منذ زمان كالذين لم تحكم عليهم ولم يُدع عليهم باسمك" [18-19]. لقد حسبوا المدة التي امتلك فيها الشعب الهيكل "قدس الرب" قليلة مع أنها تبلغ حوالي 400 عام من بناء الهيكل حتى السبي، أما مدة السبي (70 سنة) فحسبوها طويلة للغاية بسبب مرارتها، إذ يقولون "كنا منذ زمان...". صاروا تحت السبي مثلهم كسائر الأمم كأن الله ليس حاكما عليهم ينقذهم من هذا المُرّ، وكأن اسمه لم يدع عليهم... إذ ذاقوا مرارة السبي اشتاقوا أن يملك الرب عليهم ويدعو اسمه عليهم حتى يخلصهم. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|