|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف يمكنني الموازنة بين السعي وراء الزواج والثقة في توقيت الله؟ أولاً، يجب أن ندرك أن تحقيقنا النهائي يأتي من علاقتنا مع الله. كما قال القديس أوغسطينوس الشهير: "لقد خلقتنا لنفسك يا رب، وقلبنا لا يهدأ حتى يستريح إليك". في حين أن الزواج يمكن أن يكون هدية رائعة، إلا أنه لا ينبغي أن يصبح معبودًا نضعه فوق علاقتنا مع الله. يذكرنا يسوع في إنجيل متى 6:33، "وَلَكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلًا مَلَكُوتَهُ وَبِرَّهُ، وَهَذِهِ كُلُّهَا تُعْطَى لَكُمْ أَيْضًا". هذا لا يعني أننا يجب أن نكون سلبيين في سعينا للزواج. غالبًا ما يعمل الله من خلال أفعالنا وقراراتنا. يمكننا أن نعد أنفسنا بنشاط للزواج من خلال النمو في إيماننا، وتطوير شخصيتنا، وأن نصبح ذلك النوع من الأشخاص الذين سيكونون أزواجًا صالحين. قد ينطوي هذا على البحث عن فرص للخدمة في كنيستنا أو مجتمعنا، والعمل على النمو الشخصي، وتعلم المهارات التي ستكون ذات قيمة في الزواج. في الوقت نفسه، يجب أن نتحلى بالصبر والثقة في توقيت الله. يشجعنا كاتب المزامير قائلاً: "انتظروا الرب، كونوا أقوياء وتثبتوا وانتظروا الرب" (مزمور 27:14). هذا الانتظار ليس خمولاً؛ إنه ثقة نشطة بأن الله يعمل حتى عندما لا نستطيع رؤيته. استغل وقت العزوبية هذا لتعميق علاقتك مع الله، ولخدمة الآخرين، ولاكتشاف المواهب الفريدة والدعوة التي أعطاك الله إياها. من الناحية العملية، قد تبدو الموازنة بين السعي والثقة على هذا النحو: كن منفتحًا لمقابلة شركاء محتملين من خلال كنيستك أو دوائرك الاجتماعية أو حتى منصات المواعدة المسيحية. لكن اقترب من هذه الفرص بروح من التمييز، واطلب دائمًا إرشاد الله. صلِّ من أجل زوجك المستقبلي ومن أجل أن تتم مشيئة الله في حياتك. عندما تلتقي بأشخاص، ركز على بناء صداقات والتعرف عليهم كأخوة وأخوات في المسيح، بدلاً من تقييمهم على الفور كأزواج محتملين. من المهم أيضًا أن تكون صادقًا مع الله بشأن رغباتك وإحباطاتك. اسكب قلبك له في الصلاة، تمامًا كما فعل أصحاب المزامير. الله لا يخشى عواطفنا أو أسئلتنا. إن طرح هذه الأمور عليه يمكن أن يعمق علاقتنا الحميمة معه ويساعدنا على مواءمة قلوبنا مع مشيئته. تذكر أيضًا أن توقيت الله وخطته قد يبدو مختلفًا عما نتوقعه. فالبعض يُدعى للزواج في وقت مبكر من الحياة، والبعض الآخر يُدعى للزواج في وقت لاحق، والبعض قد يُدعى للعزوبية. لكل من هذه المسارات بركاته وتحدياته. ثق أن الله يعلم ما هو الأفضل لك ويعمل كل شيء لخيرك (رومية 8: 28). اطلب المشورة من المرشدين الأتقياء الحكماء الذين يمكنهم تقديم المنظور والإرشاد. قد يرون أشياء في حياتك لا تستطيع أنت رؤيتها، ويمكن أن تكون خبرتهم لا تقدر بثمن أثناء رحلتك في هذه الرحلة. أخيرًا، ركز على أن تصبح الشخص المناسب بدلاً من إيجاد الشخص المناسب. اعمل على تنمية ثمار الروح في حياتك - المحبة والفرح والسلام والصبر واللطف واللطف والصلاح والإخلاص والوداعة وضبط النفس (غلاطية 22:5-23). هذه الصفات لن تجعلك زوجًا أفضل في المستقبل فحسب، بل ستثري حياتك وعلاقاتك الآن. تذكر أن الله يحبك بعمق ويريد الأفضل لك. سواء في مواسم الانتظار أو السعي النشط، أبقِ عينيك مثبتة على يسوع. ثقي في محبته الكاملة وتوقيته المثالي، واعلمي أنه أمين على تحقيق وعوده في حياتك. عسى أن تجعلك رحلتك نحو الزواج، مهما كانت نتيجتها، تقترب من قلب الله وتهيئك للحياة التي خططها لك. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|