|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إنذار الرب له: 9 فَغَضِبَ الرَّبُّ عَلَى سُلَيْمَانَ لأَنَّ قَلْبَهُ مَالَ عَنِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَرَاءَى لَهُ مَرَّتَيْنِ، 10 وَأَوْصَاهُ فِي هذَا الأَمْرِ أَنْ لاَ يَتَّبعَ آلِهَةً أُخْرَى، فَلَمْ يَحْفَظْ مَا أَوْصَى بِهِ الرَّبُّ. 11 فَقَالَ الرَّبُّ لِسُلَيْمَانَ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّ ذلِكَ عِنْدَكَ، وَلَمْ تَحْفَظْ عَهْدِي وَفَرَائِضِيَ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ بِهَا، فَإِنِّي أُمَزِّقُ الْمَمْلَكَةَ عَنْكَ تَمْزِيقًا وَأُعْطِيهَا لِعَبْدِكَ. 12 إِلاَّ إِنِّي لاَ أَفْعَلُ ذلِكَ فِي أَيَّامِكَ، مِنْ أَجْلِ دَاوُدَ أَبِيكَ، بَلْ مِنْ يَدِ ابْنِكَ أُمَزِّقُهَا. 13 عَلَى أَنِّي لاَ أُمَزِّقُ مِنْكَ الْمَمْلَكَةَ كُلَّهَا، بَلْ أُعْطِي سِبْطًا وَاحِدًا لابْنِكَ، لأَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي، وَلأَجْلِ أُورُشَلِيمَ الَّتِي اخْتَرْتُهَا». "فغضب الرب على سليمان، لأن قلبه مال عن الرب إله إسرائيل الذي تراءى له مرَّتين" [9]. الخطيَّة خاطئة، لن يطيقها الله، أيَّا كان مرتكبها. لقد كان سليمان موضع سرور الله، ظهر له مرَّتين لكنَّه إذ أخطأ وتمادى في الخطيَّة غضب الرب عليه. تبقى سيرة سليمان درسًا لكل مؤمن. من كان قائمًا فليحذر لئلاَّ يسقط. لنصرخ مع المرتِّل: "خطيَّتي أمامي في كل حين"، لا لليأس وإنَّما للارتماء في حضن الله والالتصاق بالنعمة الإلهيَّة. لقد تراءى الله لسليمان مرَّتين، ومع هذا انحرف لكي يحذَر كل مؤمن وكل قائد لئلاَّ تنحرف عيناه عن رؤية الله المتجلِّي في قلبه. فإن العدوّ يصوِّب سهامه بالأكثر نحو الراعي والقائد لكي يشتِّت الرعيَّة ويحطِّم النفوس الضعيفة. "وأوصاه في هذا الأمر أن لا يتبع آلهة أخرى، فلم يحفظ ما أوصى به الرب" [10]. سليمان الذي طلب من شعبه أن يحفظوا وصاياه، وأن يخضعوا له بالطاعة، لم يحفظ هو وصايا الرب ولا التزم بالطاعة له. * سليمان الذي أحضر مركبات من مصر صار ضحيَّة الشهوات... يقول إرميا: "صاروا حصنًا معلوفة سائبة صهلوا كل واحدٍ على امرأة صاحبه" (إر 5: 8). بالتأكيد لا يَّسر الله بخيلٍ من هذا النوع. القديس جيروم "فقال الرب لسليمان:من أجل أن ذلك عندك ولم تحفظ عهدي وفرائضي التي أوصيتك بها، فإنِّي أمزِّق المملكة عنك تمزيقًا، وأعطيها لعبدك" [11]. جاءته الرسالة الإلهيَّة، أن يشرب من ذات الكأس التي أعدَّها. كما أنَّه ثار على الرب إلهه ولم يخضع له، هكذا تثور مملكته عليه ويفقد عشرة أسباط ليتسلَّمها عبده يربعام. هكذا يدمِّر العصيان المملكة، وينزع عن العاصي سلطانه ومجده وغناه. "إلاَّ إنِّي لا أفعل ذلك في أيَّامك من أجل داود أبيك، بل من يد ابنك أمزِّقها، على أنِّي لا أمزِّق منك المملكة كلَّها، بل أعطي سبطًا واحدًا لابنك لأجل داود عبدي ولأجل أورشليم التي اخترتها" [12-13]. الله الطويل الأناة هدَّد سليمان بالتأديب، لكنَّه سمح بتأجيل التأديب إلى أيَّام ابنه رحبعام الذي يتولَّى العرش من بعده. وقد جاء التأديب هكذا: 1. تمَّ تأجيل التأديب من أجل داود أبيه. بهذا يعطي الرب لسليمان الفرصة لكي يتوب ويُصلح ما قد أفسده. فإن كان من أجل داود البار لم يسمح بانشقاق المملكة في أيَّام ابنه سليمان، كان يليق بسليمان أن يرجع إلى الحياة التقويَّة ليقدِّم بركة لنسله. 2. يتم الانشقاق في أيَّام رحبعام، وهو ابن لسليمان من إحدى النساء الغريبات الجنس، إذ كانت عمونيَّة (1 مل 14: 31). وغالبًا كان لها دور هام في بعث الوثنيَّة في إسرائيل. 3. لم يسحب المملكة بكاملها بل ترك لابنه سبطًا واحدًا، ليُعطي رجاء لملوك يهوذا أن يرجعوا إلى الرب بكامل قلوبهم، فيرد الله لهم الأسباط كاملة. بمعنى آخر كما أن سليمان ارتدَّ عن أمانته للرب تدريجيًا وليس بالكامل، هكذا جاء التأديب تدريجي وليس بنزع المملكة بكاملها.ترك سبط بنيامين لنسل سليمان من أجل داود أبيه ومن أجل أورشليم المدينة التي دُعي اسمه عليها. ولم يقل "من أجل الهيكل". بسقوط سليمان في العبادة الوثنيَّة وعدم طاعته لله لم يعد ما سبق أن فعله، مهما كانت نيَّته وتكلفته، شفيعًا له أو لنسله. أعطى الله لابن سليمان سبطًا واحدًا، ربَّما قصد به سبط يهوذا، لأنَّه كان سبطًا عظيمًا وكثير العدد، حتى أن سبط بنيامين ذاب فيه. ترك له سبط يهوذا لكي يحقِّق الله وعده لداود، بأن من نسله يأتي المسيَّا الملك الحقيقي. لذا لم يحطِّم سبط يهوذا، ولم ينزع عنه السمة الملوكيَّة إلى يوم مجيء الرب الملك. وأيضًا من أجل أورشليم التي بكونها رمزًا للكنيسة. وكأن الله لم ينتزع الملوكيَّة من نسل سليمان حتى يأتي الملك ابن داود وعروسه الكنيسة المقدَّسة، أورشليم الحقيقيَّة. 4. يؤكِّد الله بتأديبه لسليمان أنَّه لا ينتقم لنفسه، إنَّما يفتح باب الرجاء للتوبة، لذا لم يرفضه تمامًا. تحقَّق فيه قول الرب لداود أبيه: "إن تعوَّج أؤدبه بقضيب الناس وبضربات بني آدم، ولكن رحمتي لا تُنزع منه" (2 صم 7: 14-15). واضح أن هذا الإنذار كان له فاعليَّته في حياة سليمان، إذ نراه يقدِّم توبة في سفر الجامعة حيث يُعلن عن حزنه الشديد على غباوته وجنونه، وطلب من المؤمنين أن يحذروا الشرّ، ويخافوا الرب ويحفظوا وصاياه. يتساءل البعض إن كان سليمان قد تاب في أواخر أيَّامه أم لا. يرى البعض أن الكتاب المقدَّس قد لمَّح إلى ذلك عندما تحدَّث عن الصالحين قائلًا: "لأنَّهم ساروا في طريق داود وسليمان" (2 أي 11: 17). ويرى البعض أن الكتاب المقدَّس لم يشر إلى ذلك صراحة حتى يحذِّر القارئين من الخطيَّة، لئلاَّ يتمادوا في الشرّ قائلين إنَّنا في النهاية نتوب مثل سليمان. الله يقيم لسليمان خصومًا: أقام الرب لسليمان خصمًا هو هدد الأدومي، مع أن سليمان لم يلتقِ به ولا أساء إليه، لكن هدد أراد أن ينتقم ممَّا صنعه داود بشعبه، حيث قتل رئيس جيشه يوآب كل ذكر في آدوم. العجيب أنَّه يقول "أقام الرب خصمًا"؛ ما دمنا في هذا العالم نحتاج مع كثرة عطايا الله أن يوجد نوع من الضيق يكون أشبه بكلب الحراسة، يحفظ الإنسان من التشامخ والاعتداد بذاته بسبب نجاحه أو غناه أو كرامته. الله يسمح بوجود خصم للمؤمن، حتى وإن لم يسيء المؤمن إليه في شيء. أنَّه في حاجة أن يسلك الطريق الضيِّق محمولًا على الأذرع الإلهيَّة. في أواخر حكم سليمان تزايد عدد المقاومين لسليمان: هدَّد الأدومي في الجنوب الشرقي من مملكته، وريزون السرياني في الشمال الشرقي، وعبده يربعام في شمال إسرائيل، ملك مصر جعل مصر ملجأ ليربعام المتمرِّد. تنبأ أخيَّا النبي ليربعام أنَّه يصير ملكًا على عشرة أسباط بعد موت سليمان. ويرى البعض أن جزءً من سبط بنيامين كان مع يهوذا وليس كل السبط (1 مل 12: 21)؛ وأيضًا بالنسبة لشمعون. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|