ماذا تعني الآثام والخطايا التي تفصلنا عن الله وتستر وجهه عنا؟ إنها رفض لناموس الله ورغبة لخروج الإنسان خارج دائرة ملكوته، إذ يقول الرسول: "والخطية هي التعدي" (1 يو 3: 5). هي رفض لله نفسه ولملكوته وناموسه وصورته التي خُلقنا عليها... هذا هو ما يحزن قلب الله.
بمعنى آخر، خطايانا وآثامنا ليست فقط مجرد تصرفات معينة وإنما هي مؤشر عن حالة النفس الداخلية ومركزها بالنسبة لله... إذ تظن أن في الالتصاق معه نوعًا من العبودية والحرمان، فتُريد الخلاص منه والتحرر من وصاياه، معبرة عن ذلك بوسيلة أو أخرى. لهذا يصوّر لنا الكتاب المقدس الخطية أحيانًا ككائن مقاوم لله، فيقول الرسول: "دخلت الخطية إلى العالم" (رو 5: 12).
عمل الخطية -دستور مملكة إبليس- انتزاع البشرية عن مملكة الله وحرمانهم من الالتقاء بأبيهم والتمتع بانعكاس صورته عليهم والشركة في الطبيعة الإلهية، أما برّ المسيح فعمله سحب النفوس المخدوعة إلى ملكوت الله لتستر صلاحها وتتمثل بابن الله وتشاركه سماته ومجده.
إن كانت الخطية هي "حالة النفس" ومركزها لكنها تُترجم بتصرفات داخلية في القلب والفكر والأحاسيس كما بتصرفات خارجية بالكلمات والعمل.